مساء الخير، لحبيب!
لله ما أعطى و لله ما أخذ.
عزائي و عزاك واحد.
إنتقلت، إلي دار البقاء، أمكم النقية، و أمنا الطاهرة و رفيقة الرئيس، المجاهد ، المقاتل ، البطل ، الشهيد محمد عبد العزيز.
لقد كانت له عونآ و سندآ في هذه الدار و اليوم ، زفها خالقها إليه عروسآ من عرائس الجنة.
أتذكرها أمآ و أختآ و ناصحة و رفيقآ.
أتذكرها، صحراوية ، نقية المعدن، نقية السريرة، مثقفة، شاعرة و فارسآ من فرسان هذه القضية، لا يشق له غبار.
جمعني بها العمل مرة واحدة - فقط - ، خلال التحضير لزيارة وفد أردني لمخيمات العزة و الكرامة.
ما لفت إنتباهي فيها، كان حضور البداهة، ألذي تحسد عليه.
تقرأ أفكارك و تقوم مباشرة بتحويلها من مادة " خام " إلي مادة مصنعة.
تتحول الفكرة أمامك، من فكرة مجردة إلي قرار سريع، " أمكنة أخياطتو " و بسلك أبيظ على حولي أبيظ.
بهدوء و بسكينة و وقار، تجدها عند كلمتها.
أمآ حنونآ، أختآ.
إن كانت " قاسية " في شيء، رحمة الله عليها ، فهو في الوقت.
لا تجامل، إذا تأخرت.
لقد، رحلت عنا اليوم لتلك الدار، سيدة من سيدات هذا الشعب .
حملته في قلبها و في روحها و في عيونها.
"عينان لا تأكلهما النار : عين بكت من خشية الله و عين باتت تحرس في سبيل الله ".
عينا خديجة، بكتا و حرستا.
لقد كانت، رحمها ألله، حارسآ من حراس هذه القضية و سيفآ بتارآ من سيوفها.
لم، تصعد خديجة منبرآ، إلآ و حولته نارآ و رصاصآ و صوتآ لقضية شعبها.
لقد، رحل اليوم إلي دار الفناء، جسدآ، زينته جراح معارك خاضتها خديجة و على كل جبهات الفعل الوطني.
جزاك الله، أختي و أمي خديجة عني و عن الشعب الصحراوي كل خير.
اليوم، ضاقت الدنيا، على الكثيرين، - أمثالي - بما رحبت، و لكنني، أحس بفرح، يلفه الكثير من الحزن ، لأنك ستلتقين برفيق دربك و تؤام كفاحك، الشهيد محمد عبد العزيز . ستلتقين بثلة من الأولين.
ستلتقين با الشهيد المحفوظ و بالشهيد الخليل و با الشهيد البخاري و بالشهيد بيغا و با الشهيد حمادة و ببقية شهداء و شهيدات هذا الشعب و بررتته.
سيتقبلونك، بالرصاص و بالزغاريد.
رجاءآ، لحبيب، بلغ عزائي لكل أفراد العائلة، فردآ، فردآ.
لا أملك، أرقام هواتفهم.
نامي بسلام، خديجة.
ليس في رقبتك دين.
دكتور : بيبات أبحمد.