قد لا يكون النفي السوري الرسمي الأخير،هو التالي في مسلسل النفي المطلوب لمواجهة دعاية مخزنية لا تتوقف .تحاول الزج بالصحراويين ككل مرة ، في حروب الآخرين .
اذ لم تتوانى المخابر المخابراتية المغربية وأذرعها في المنطقة ، في بث ارتباطات مزعومة للصحراويين بحروب مختلفة . في مسعى تضليلي، لا يقوم حتى يسقط سريعا .من حروب الشرق الأوسط، مرورا بالعراق ولبنان وليبيا وأخيرا في سوريا .وهو مسعى متكرر يتجاهل بصورة مدروسة الحضور المغربي في المليشيات والتنظيمات الإرهابية ودورها في سوريا
قد تكون الخلفية النفسية، وما تبع الهزيمة العسكرية المغربية في الصحراء الغربية، جزء من محددات الفعل الدعائي المخزني المستمر.إذ أن العقدة المخزنية لم تتقبل بعد، ولن تتقبل، الهزيمة التي مني بها الجيش الملكي المغربي، في حربه التوسعية بالصحراء الغربية. فرقم ستة آلاف جندي مغربي، أسير لدى البوليساريو، في مقابل ستين أسير صحراوي، ستبقى تؤطر النفسية والسردية المغربية .وسيظل حاضرا في مستقبل الأجندات المغربية المتناقضة، بما له صلة بالحروب والأسرى في العالم.
اطلق سراح الأسرى المغاربة الذين رفض الحسن الثاني الاعتراف بهم في البداية، بوساطات امريكية ،اسبانية وكندية وليبية ،سعوديه وقطرية .وانتهى الأمر بمجموعات صغيرة منهم، إلى إعادة رسكلة مخابراتية، في سبيل النشر الدعائي، وقلب الحقائق، و تشويه الصورة و الافتراء على الكرم والمعاملة الصحراوية، إبان فترة إقامتهم في مركز المناضل اليساري العظيم "إبراهيم السرفاتي".
ومع ذلك استمر النظام المغربي وآلته الدعائية، في ممارسة آليات الشيطنة، تجاه البوليساريو وكفاحها المشروع والنظيف، ونضال الشعب الصحراوي العادل، عسى يحقق ذلك، مرامي وأهداف التشويه والالغاء، في سبيل تحقيق هزيمة معنوية ورمزية بالصحراويين .وهو قفز على الأحداث العابرة، و اقتناص للظرفيات لتعويض الافتقار الى بُعد استراتيجي مؤسس وشرعي ،يفتقد إلى التعاطي المتوازن. في مقابل عدالة وثبات القضية الصحراوية، المؤسسة على سرديات موضوعية راسخة.
وربما ومع بوادر نهاية الحرب الروسية الاوكرانية ، يجب على النظام المغربي أن يعرف هذه المرة، أين سيرحل "أسراه" الافتراضيين.في سجون موسكو أم سجون كييف!
محمد الفاروق