قامت الجالية الصحراوية بمبادرات رائدة للتخفيف من آثار السيول التي عرفتها مدينة بالينثيا الإسبانية وتسببت في كارثة انسانية وتشريد الآلاف من منازلهم.
حيث قدم أفراد الجالية الصحراوية يد العون للمتضررين من خلال تشكيل فرق مساعدة تقدم المواد الأساسية والمياه الصالحة للشرب للمحتاجين والمساهمة في أعمال النظافة وتهيئة الطرقات والممرات مما يعكس القيم الاصيلة للجالية الصحراوية والمعروفة بمثل هذه المبادرات داخل أوروبا عموما وإسبانيا على وجه الخصوص.
وأطلق المتطوعون حملة تنظيف تضامنية مع المتضررين من الفيضانات الكارثية، لتنظيف للخراب الذي خلفته السيول في المدينة.
وتعكس هذه المبادرات الإنسانية دور الجالية الصحراوية باسبانيا وتأطيرها داخل العمل التطوعي.
وشهدت إسبانيا مؤخرا واحدة من أسوأ الكوارث الطبيعية في تاريخها الحديث، إذ تسببت فيضانات مفاجئة في حدوث دمار هائل وواسع في مدينة بالينثيا الواقعة على الساحل الغربي للبلاد، في ظاهرة طبيعية جوية نادرة تُعرف باسم المنخفض الجوي "دانا"، وهي اختصار للمصطلح العلمي "المنخفض المعزول في الطبقات العليا"، الذي تسبب في كم رياح وأمطار هائل.
وكانت المدينة الإسبانية قد شهدت هطول أمطار غزيرة ومفاجئة تعادل كمية أمطار سنة كاملة، خلال بضع ساعات فقط، وأسفرت هذه العاصفة الشديدة عن غمر أجزاء واسعة من المدينة، مما أدى إلى وفاة أكثر من 200 شخصا، بينما لا يزال العشرات في عداد المفقودين. كما سجلت المدينة معدلات هطول وصلت إلى 500 لتر لكل متر مربع، وهو رقم هائل يعكس شدة الكارثة.
كما تزامن مع هذا الدمار دعوات عاجلة لتحسين إستراتيجيات الاستعداد والتأهب لمواجهة الكوارث الطبيعية المتزايدة في حدتها، نتيجة التقلبات المناخية غير المتوقعة المقرونة بالاحتباس الحراري، في حين تُعد هذه الكارثة إنذارا طارئا لجميع الدول المطلّة على حوض البحر الأبيض المتوسط بما فيها الدول العربية من كلتا القارتين، آسيا وأفريقيا.