صادرت الشرطة الإسبانية أكثر من 15 طنا من الحشيش كانت مخبأة بإحكام داخل شاحنة قادمة من المغرب، محملة ظاهريا بشحنة من الخضر، في واحدة من أكبر العمليات الأمنية التي تكشف مجددا الوجه الخفي لهذا البلد كممر رئيسي لتصدير المخدرات نحو أوروبا، حسب ما نقلته مصادر اعلامية اليوم الخميس.
وجرى اعتراض الشاحنة بميناء ألميريا، في إقليم الأندلس جنوب إسبانيا، بعد رصدها وهي تحاول الإفلات من الرقابة عبر مناورات معقدة داخل المنطقة.
و أوضحت المصادر الاعلامية أن هذه العملية “لم تكن سوى حلقة جديدة في سلسلة طويلة من عمليات التهريب التي تنطلق من الأراضي المغربية، مرورا بموانئ استراتيجية، وصولا إلى الأسواق الأوروبية، مستفيدة من كثافة الحركة التجارية الزراعية لإخفاء شحنات ضخمة من السموم”.
و قالت أن العملية، التي انتهت بتوقيف خمسة متورطين بينهم سائق الشاحنة ومسؤولين عن مراقبة الشحنة، جاءت بعد تحقيق “دقيق” قامت به الشرطة الإسبانية، لتفكيك منظمة إجرامية إسبانية-مغربية تعمل وفق هيكل هرمي يضمن سرية النقل والتوزيع.
وكشفت التفاصيل كيف توظف شبكات التهريب، البنية التحتية للنقل الزراعي، مستغلة الشاحنات المبردة ومراكز التخزين الريفية كنقاط لوجستية بعيدة عن أعين السلطات.
و أكدت التحقيقات أن المهربين “يحرصون على تغيير مسارات الشاحنات بشكل متكرر، وإعادة توزيع الحمولة في مخازن معزولة، لعرقلة المراقبة وتقليل فرص اكتشاف الكميات الهائلة قبل ترويجها في العواصم الأوروبية”.
وفي الأشهر الأخيرة، فكك الحرس المدني الإسباني العديد من شبكات الاتجار بالمخدرات التي تورطت فيها المملكة في إطار مكافحة تهريب المخدرات من المغرب، المنتج الأول للحشيش في العالم والمصدر الرئيسي لتزويد السوق الأوروبية بالمخدرات.