في أعقاب الطبعة الثامنة عشرة التي أقيمت في شهري أبريل وماي الماضيين في مخيمات اللاجئين الصحراويين، ينتقل المهرجان الدولي للسينما بالصحراء الغربية "في- صحراء" إلى المكتبة الخاصة بالافلام لمدينة سرقسطة الاسبانية، حيث تستضيف هذه الاخيرة من الثامن عشر إلى العشرين من أكتوبر الجاري دورة من العروض السينمائية والحوارات التي تبرز جانبا من النضال والمقاومة الصحراوية الباسلة ضد الاحتلال المغربي والهيمنة الاستعمارية.
وفي هذا الاطار، تؤكد المديرة التنفيذية للمهرجان ماريا كاريون بالقول "ان المهرجان في- صحراء سيفتح نافذة كبيرة على ما يقرب من خمسين عامًا من مقاومة وصمود الشعب الصحراوي، شيوخًا، شبابًا، أطفالًا، نساءً ورجالًا، في اللجوء وتحت وطاة الاحتلال المغربي، وسنحتفي مع جمهور سرقسطة بروح المقاومة الصحراوية، التي هي وسيلة للتغلب على صمت ولامبالاة المجتمع الدولي تجاه الاحتلال وانتهاكاته الجسيمة لحقوق الانسان في الصحراء الغربية.
وستفتتح هذه الدورة، التي تنظمها كل من المنظمة غير الحكومية ”نومادس“ التي تتولى تنفيذ أنشطة ”في صحراء“ الدولية - ومرصد أراغون للصحراء الغربية، بالتعاون مع مجلس مدينة سرقسطة يوم الجمعة الثامن عشر أكتوبر بعرض فيلم ”فوسفات الصحراء“ الحائز على جائزة أفضل فيلم، للمناضل الصحراوي محمد اسليمان لبات.
ويتناول هذا الفيلم الروائي الطويل من منظور فني تأثير الأزمة المناخية على اللاجئين الصحراويين وكيف يجد الشباب حلولاً مبتكرة للتخفيف من آثارها. وفي الوقت نفسه، يندد الفيلم بالنهب المغربي للفوسفات من الصحراء الغربية المحتلة من قبل المغرب والغسيل الأخضر الذي يستخدمه النظام المغربي لجذب الاستثمارات الدولية.
وسيشهد يوم التاسع عشر جلستين، الأولى ستركز على الأطفال الصحراويين الذين إزدادو في مخيمات اللاجئين بعيدا عن وطنهم الصحراء الغربية، حيث سيعرض المهرجان فيلمين قصيرين، الاول فيلم ”الصحراء الصغيرة“ للمخرج إميليو مارتي لوبيز، وهو فيلم رسوم متحركة تم إنتاجه بالاشتراك مع أطفال المدارس في مخيمات اللاجئين الذين رسموا حياتهم وأحلامهم، وقد فاز هذا الفيلم بجوائز دولية متعددة، والثاني فيلم ”حقول إليسيِؤس “ للمخرج جيوسيبي كاريير.
وتحت عنوان ”سينما وهوية صحراوية“، ستقدم الجلسة الثانية عينة من أحدث الأعمال التي أنتجها طلاب مدرسة عابدين قايد صالح للتكوين السمعي البصري.
وقد حصدت هذه المدرسة السينمائية الصحراوية، الذي انشأها مهرجان في- صحراء عام 2011، جوائز مثل الجائزة الخاصة لمهرجان سان سيباستيان للسينما وحقوق الإنسان وجائزة غونزاليس سيندي من الأكاديمية الإسبانية لفنون وعلوم السينما.
وفي السياق ذاته، سينسق المهرجان الدولي للسينما في-صحراء مع العديد من المراكز التعليمية، مثل معهد التعليم الثانوي "أندالان" ومعهد بيلار لورينغار، حيث سيتم عرض أفلام قصيرة مثل ”فيلم الصحراء الصغيرة “ لطلاب المعهد