صال وجال المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء الغربية، السيد ستيفان دي مستورا، وجلس وقام ونام واستيقظ خلال هذه الفترة التي كلف خلالها بهذا الملف المعقد، وجاء بالطاولات المستديرة والمفاوضات وطار ونزل وركب الطائرات الاسبانية والجزائرية، التقى بالاطراف المباشرة وجيران النزاع.
وكانت نهاية الأمر هكذا [التقسيم]، دولة في الجنوب للبوليساريو، والاقاليم الشمالية للمغرب، ويجب ان يعترف المنتظم الدولي بسيادته عليها.
هذا هو حقيقة ما يدل عليه المثل الصحراوي القائل "صام عام وافطر على اجرادة" غير ان دي مستورا لم يصوم دقيقة واحدة، ويبدو انه تعقدت الامور بين يديه، وارتبك كثيرا مما صدمه من ملف نزاع الصحراء الغربية، وقد (طارت منو الزغبة لمباركة) وقال في النهاية: لابد لي ان اقترح حلا مهما يكون، وان يكون مقبولا من الاطراف او مرفوضا من كلا الطرفين، وفي النهاية كان له مايريد جبهة البوليساريو والمغرب يرفضان مقترح التقسيم.
اما جبهة البوليساريو فهي ترفض مقترح التقسيم لأنه - حسب بيانها - لا يتماشى وقرارات الامم المتحدة، وان قضية الصحراء الغربية مدرجة تحت بند تصفية الإستعمار، وان انصاف الحلول لا تجدي نفعا، وتتمسك بحل كامل وشامل يضمن حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير والإستقلال.
اما المملكة المغربية فهي ترفضه لأن اي حل يعطي للبوليساريو موطئ قدم من الاعتراف مرفوض في القاموس المغربي.
عندما يتأمل احد الاباء هذا القرار، بهذا الحل، سيصفه بالجنون، او الخرف، وسيقول لا محالة، هل (ادكدك راس النصراني) لأن (النصراني اطويل لحمر) الذي زار المخيمات عدة مرات والمناطق المحتلة، وكان الامل يصاحبه بعض الاحيان، لا يمكنه ان يطرح هكذا حل، إلا اذا كان يريد ان يستقيل، ويبحث عن ما يتوافق عليه الطرفان، وهو رفض هذا المقترح، ويبدوا انه هذا ما يريده دي ميستورا، لينسحب بحجته على عدم قبول الاطراف لرؤيته للحل ومقترحه حول التقسيم.
اذا خروج المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة بهكذا حلول، يؤكد عدم جدية الامم المتحدة في العمل على حل النزاع، وعلى جبهة البوليساريو التصعيد، والتأكيد على مواصلة الحرب والرفع من وتيرتها، لأن الإحتلال المغربي بدأ يشعر بالغلق، بعد صدور محكمة العدل الاوروبية حول عدم شرعية اتفاقات الصيد والزراعة التي تشمل الاراضي الصحراوية المحتلة.
بقلم بلاهي ولد عثمان