القائمة الرئيسية

الصفحات

جسد للبيع في مملكة الفقراء: عندما تصبح الكرامة تجارة


في “مملكة الفقراء”، حيث تتدلى الشعارات الكاذبة عن الكرامة والتضامن الاجتماعي في كل زاوية، تقف المرأة المغربية المسكينة على حافة اليأس، لا تحمل آمالاً لمستقبل أفضل، بل جسدها، كما يحمل أحدهم حقيبة فارغة من أي وعود أو أمان. ولكنها اليوم لا تبيع جهدها أو وقتها كما في الماضي، بل تبيع كليتها، قطعة من جسدها، فقط لتبقي ولدها على قيد الحياة. يا لها من مأساة تُصيب القلب في الصميم! أن يتحول الجسد البشري إلى سلعة، لا لترف أو رفاهية، بل لضمان أبسط حقوق الحياة: الطعام والمأوى.
في هذه اللحظة المفجعة، تتجاوز صرختها حدود المعاناة الفردية، لتكشف حقيقة النظام الذي يدعي حماية الفقراء. كيف وصل الحال بأبناء الشعب المغربي الشقيق إلى مرحلة يصبح فيها جسد الإنسان هو آخر ما يملكه ليتاجر به من أجل البقاء؟ في بلد يروج إعلامه لخرافة “الاستقرار والازدهار”، نجد أمهات يبيعن أعضاءهن لشراء الخبز والدواء، وكأن الأمومة في هذا البلد لم تعد تعني الحب والرعاية فقط، بل باتت أيضاً معادلة حسابية باردة: كم تساوي كليتي في السوق السوداء؟ هل ستكفي لتعليم ابني أو إطعامه لبضعة أشهر؟ وماذا عن كبدي أو رئتي؟
يا لها من مفارقة مريرة وساخرة! في مملكة “ملك الفقراء”، حيث يبني النظام ثرواته على ظهور الفقراء، تضطر النساء إلى تمزيق أجسادهن ليضمنوا حياة أولادهن، بينما يعيش المدافعون المزعومون عن حقوق الفقراء في القصور، يأكلون أفخر الطعام ويهتمون بمظاهرهم أمام الإعلام. كيف يمكن للملك أن يظل “ملكاً للفقراء” بينما تبيع الأمهات أعضائهن؟
هذه المرأة، التي قررت التضحية بجزء من نفسها، ليست مجرد حالة نادرة. إنها رمز للمأساة المتكررة في كل زاوية من البلاد، قصة تعاد في صمت، بعيدًا عن ضجيج الإعلام الرسمي الذي يلمع صورة النظام كحامي للفقراء. ولكن الحقيقة، كما تكشفها صرخة هذه المرأة، هي أن الفقراء في المغرب لم يعد لديهم شيء ليخسروه سوى أجسادهم، والتي أصبحت بدورها آخر ما يمكنهم بيعه للبقاء على قيد الحياة. في هذه المملكة، يصبح الجسد آخر رصيد يُحول إلى نقود، بينما يبقى “ملك الفقراء” مجرد عنوان فارغ يتردد في الخطب الرسمية دون أي صدى في حياة الناس.
تحرير: لحسن بولسان

إذا أعجبك محتوى الوكالة نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الاخبار السريع ليصلك الجديد أولاً بأول ...