القائمة الرئيسية

الصفحات

خداد ... من طالب هندسة الى مهندس سياسة .


بقلم : محمود خطري
كان المرحوم محمد خداد موسى طالبا نجيبا يدرس الهندسة بالجزائر في السبعينات ، وما ان اتصل به رفاق الثورة حتى لحق بهم ، تاركا حلم الجامعة وآمال المستقبل ، مفضلا عبق الثورة وصهوة الجهاد .
في الجامعة كان هو بوصلة الثوار والرفاق ، ومخزن الاسرار والوثائق ، كانت غرفته بالجامعة ملاذا للمناضلين ومصنعا ثوريا يحررون فيه الافكار والقرارات .
نزل الطالب الجامعي الى المخيمات ليرى شعبه المشرد يجتاحه الموت والدمار من كل جانب ، فعرض خدماته الجليلة عليه ، فامتشق بندقية لم يكن يتقنها ، انها بندقية السياسة ، ولكن ذكاء الطالب النجيب ساعده على التكيف مع الاحداث .
جاب محمد خداد عواصم العالم ، باحثا عن الدعم لقضية شعبه العادلة ، يسبح في بحر لجي تتلاطم أمواجه مع مختلف الافكار والمشارب السياسية ، فكان ربان سفينة ناجح ، وسياسي لبق يجيد التحكم في العلاقات العامة .
استلم ملف الامن داخل الجبهة في وقت حساس من تاريخها ، فحافظ على المسؤولية ، ثم مالبث أن عاد الى الجماهير أين أصبح واليا لولاية السمارة ، فاحتك بالجماهير التي دافع عنها وآمن معها بمشروع الثورة .
حاز على ثقة الرئيس الراحل محمد عبد العزيز ، فكلفه بملفات عديدة كالاحصاء والتنسيق مع بعثة المينورسو وملف الثروات والمعركة القانوية ضد الاحتلال المغربي ، وعضوا فاعلا في المفاوضات فكان في مستوى والمسؤولية وحجم الامال .
ان رحيل محمد خداد هو خسارة كبيرة للشعب الصحراوي وللعالم ، اذ تفقد السياسة مفاوضا كبيرا ودبلوماسيا محنكا ، خبر دهاليز السياسة الدولية وجرب اغوارها سنوات طويلة .
واليوم نفتقدك ايها الابن البار ، بعد ان افنيت عمرك من اجل قضية مقدسة ، كنت فارسا مغوارا من فرسانها ، اذ ظل سيفك مشهورا في أتون حربها التحريرية ومراحل سلامها ، وغبار خيلك شاهد على تاريخك ومعلقات مجدك الاربعين .
لكن اليوم في الفاتح من أبريل آن لك ان تستريح ، أن تلتحق بمن سبقوك من الرفاق ولم تبدل تبديلا ، وان تودع شعبك بعد ان اعطيته كل ما تملك من عصارة فكر ومخزون تجربة ، مؤمنا انك تركت خلفك شعبا ينهل من نفس الطريق والشعاب كي يعبر نحو النصر والتحرير .
رحم الله الشهيد محمد خداد واسكنه فسيح جناته .
انا لله وانا اليه راجعون.

إذا أعجبك محتوى الوكالة نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الاخبار السريع ليصلك الجديد أولاً بأول ...