القائمة الرئيسية

الصفحات

وضعنا العام ....أسباب ونتائج



إن ما تشهده المخيمات منذ فترة من تجاذب وإحتقان ، أدى في معظم الأحيان الى مشاحنات تتحول وبسرعة الى صراعات بينية تتطور على أكثر من مستوى ، وتأخذ بسرعة أكثر من بُعد تختلط فيه الدوافع والأسباب الاجتماعية والإقتصادية  لتلتقي جميعها في إنتاج وضع أمني لا يتناسب وطبيعة الإنسان الصحراوي  ويزيد بالضعف من أعباء اللجؤ علينا كمواطنين وكتنظيم .
و مهما إختلفنا في حصر  الأسباب المباشرة لهذا الوضع ، ومهما تعددت وجهات النظر في تقييم إنعكاساته علينا كمجتمع وكأفراد ،  فإنه من غير المنطقي إطلاقا أن نختلف على أن ما يمر به وضعنا العام وفي مختلف ساحاته ، وخصوصا جبهتنا الداخلية ،  هو نتيجة حتمية وطبيعة  لسبب واحد قديم  و متجدد وهو، ضعف وتقادم  الادوات من قادة ومسيرين هذا الضعف الذي شكل ، ويشكل وسيشكل دائما وابدا  ألمحرك الذي  لا يتحرك في إعادة إنتاج جميع الإخلالات القديمة - الجديدة مما جعل إعادة التمسك بنفس الادوات مرادف  لاعادة  إستنساخ نفس الاخلالات  .
على مر السنوات الماضية إجتهد التنظيم ،  وحاول  القادة والاطر، وابدت القواعد في أكثر من مناسبة الاستعداد التام ، وأبدعنا في النصوص والادبيات  ، وأكثرنا من الوعود والتسويف ، وتفننا في تشكيل اللجان المختصة  ، في كل ماله علاقة بأدائنا الوطني  ، أرجعنا  السبب  لعامل الظروف تارة  ، ولعامل الامكانيات تارة أخرى ، وحينا لعدم  توفر الارادة ، واحيانا لغياب الرغبة ، وأستحدثنا  هياكل واستغنينا عن أخرى ، وأسهبنا في  إستحضار العوامل الذاتية  والموضوعية وفي كل مرة  جاءت النتائج دائما دون المتوقع ، والسبب هو إحتفاظنا  بنفس الادوات  من قادة ومسيرين وببساطة  كنا نعيد التجربة بنفس المواد وننتظر نتيجة مختلفه  وأستمر فعلنا كحركة تحرير  يأخذ خطوة الى الأمام وخطوتين الى الوراء .
إختلفت المراحل ، وتغيرت الظروف ، وتجددت المعطيات ، وتبدلت الذهنيات ، وتعددت  المفاهيم ، وأتسعت الحاجات ، وتعقدت الحياة ، كل ما فينا وحولنا كان يتغير سلبا وايجابا  إلا الادوات من قادة ومسيرين  ظلت ثابتة  تحاول عبثا الخروج  بين مطرقة المسؤولية  وسندان الواقع  .
 في تقديري أن سبل الخروج  من الوضعية الراهنة محدودة ، وأن هامش  الفرص المتاحة يتقلص بفعل المتغيرات  الداخلية والخارجية مما يجعل من استمرار القادة  في مواقعهم  التنفيذية  أمرا قد ينقل وضعنا العام الى مستوى أخطر .
ويبقى أكثر الحلول نجاعة وأقلها كلفة  هو إختيار طقم من الاطر والكفاءات الوطنية من خارج دائرة الحكومة والامانة الحاليتين لإدارة دفة  الشان الوطني من جميع المواقع التنفيذية  ( حكومة ، اركان ، ولاة) على أن تكتفي الهيئات السياسية والتنفيذية القائمة الآن بدور رسم الخطط والمتابعة ومحاسبة هذا الطقم التنفيذي .
حمدي أبه .....يناير 2024

إذا أعجبك محتوى الوكالة نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الاخبار السريع ليصلك الجديد أولاً بأول ...