القائمة الرئيسية

الصفحات

سيد المهدي محمد لمين ، حيث لا تفي الكلمات حجم الفقد


المهدي محمد لمين أو مهدي "الإحصاء" كما عرفه كثيرون ، يرحل في صمتٍ ، كحال هدوءه الطاغي دوما ، إذ يأسرك الرجل بلطفه وإطلاعه وخفة ظله ولباقته ، فوق إتقانه لعمله وقدرته بذكاء متقد على معرفة كل جزئياته مهمته وتعقيداتها.
شكل رفقة فريق تقني إخصائي صحراوي تجربة نظيمة وإدارية وتقنية في واحدة من أكثر مؤسسات الدولة حساسية وأهمية ، فأستطاع أن يكون الحازم المهذب ، والصارم في حدود اللباقة ، والطيب الخلوق أياً كانت ظروف وأجواء تأدية واجبه النضالي .
ما يسترو الإحصاء بتعدد مراحله ، كان يخفي المهدي الإنسان المتواضع ، القريب من القلب ، رغم ان كثيرين يتفاجئون لمعرفته اليوم ذكرى وتأريخاً حافلاً ، ولم يكونوا بمسافة القرب تلك ، وما أكثر رجال أهل الصحرا ونساءهم من جيل الرجل أو ممن سبقوه وسيلحقون ضرورةً ، إذ نذروا أنفسهم لخدمة الناس ، ما كلفهم ذلك من ثمن أو تضحيات .
غاب الرجل عن الانظار خلال السنوات الأخيرة لمرضه ، لكنه لم يغب يوما عن بال من عرفوه وأحبوه وأدركوا تفانيه وإخلاصه ، وهو الذي ودع بالأمس باكياً رفيقه أمحمد خداد واليوم في ركبه حيث تتجدد الرحمات .
أتذكر مروره كل مساء جمعة رغم أنه يوم عطلة في المطلق ، إلا في مهمة كالتي نؤدي ، حاملاً قوائم المستفيدين من العائلات الصحراوية من برنامج تدابير الثقة من وإلى الأراضي المحتلة ومخيمات اللاجئين والتي تذاع حينها عبر الإذاعة الوطنية في ختام نشرات الأخبار ، من بين كثير مواقف ومحطات وضاءة للرجل رحمه الله .

رحم الله المهدي محمد لمين وأغفر له أللهم يارحمن يارحيم وتجاوز عنه ، وأرزق عائلته جميل الصبر والسلوان وللشعب الصحراوي قاطبةً وإنا لله وإنا إليه راجعون .

نفعي أحمد محمد

إذا أعجبك محتوى الوكالة نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الاخبار السريع ليصلك الجديد أولاً بأول ...