فضح تقرير لمجموعة الازمات الدولية اليوم الجمعة الأساليب الخطيرة التي تقوم بها دولة الاحتلال المغربي في الصحراء الغربية لترهيب المدنيين الصحراويين والتأثير على سير الحركة التجارية على مستوى الطريق الدولي الرابط بين الجزائر وموريتانيا مرورا بالأراضي الصحراوية المحررة.
وسجل التقرير تصاعد التوتر في الصحراء الغربية من خلال شن الجيش المغربي هجمات مميتة بواسطة طائرات مسيرة ضد المدنيين الصحراويين راح ضحيتها خلال شهر نوفمبر أكثر من 20 مدنيا.
وأبرز التقرير ان الرئاسة الجزائرية اكدت مقتل ثلاثة مواطنين جزائريين بداية شهر نوفمبر ووصفت الحادث “بالعمل الإرهابي”، مؤكدة استعدادها وقدرتها على تحمل مسؤولياتها في حماية المواطنين الجزائريين وممتلكاتهم في جميع الظروف.
واكد التقرير ان جبهة البوليساريو اعلنت عن مقتل ما لا يقل عن 11 مدنيا صحراويا نتيجة هجمات بطائرات بدون طيار في منطقة ميجك المحررة.
واشارت مجموعة الازمات الدولية الى الاستعدادات التي تقوم بها جبهة البوليساريو للمحلة المقبلة من الحرب حيث عين الرئيس الصحراوي ابراهيم غالي محمد الولي اعكيك رئيسا لهيئة أركان جيش التحرير الشعبي الصحراوي.
واكدت مجموعة الازمات الدولية ان تعيين محمد الوالي اعكيك جاء بعد أيام من فشل قرار مجلس الأمن الدولي بتجديد تفويض بعثة الأمم المتحدة (مينورسو) في التأكيد على عملية تقرير المصير.
….المغرب يعوض الفشل العسكري باستهداف المدنيين….
وخلقت حالة الحرب المندلعة في الصحراء الغربية منذ 13 نوفمبر 2020، وضعا جديدا وتحديا بالنسبة للاحتلال المغربي الذي وبعد عجزه عن مواجهة عمليات القصف التي يشنها الجيش الصحراوي ضد قواعده العسكرية خلف الجدار، لجا النظام المغربي الى استهداف المدنيين ووصل الامر الى حد تنفيذ عمليات على الحدود الدولية للصحراء الغربية.
بدا مسلسل استهداف المدنيين يوم 25 يناير 2020 عندما استهدف قصف مغربي عنيف سيارات مدنية صحراوية بمنطقة تيفارتي المحررة ادى الى استشهاد ثلاثة مواطنين صحراويين.
وفي 18 اغسطس 2021 استهدف قصف مغربي مدنيين صحراويين عزل كانوا يستغلون شاحنة مدنية محملة بالسلع والمواد الغذائية قادمة من الاراضي الصحراوية المحررة بعيدة جغرافيا عن الجدار الرملي الفاصل الذي يقسم إقليم الصحراء الغربية على طول أزيد من 2.700 كيلومتر وأسفرت عملية القصف عن خسائر مادية.
وبتاريخ 20 اكتوبر 2021 نفذت طائرة مغربية مسيرة هجوما ض مدنيين صحراويين ببلدة امهريز, بالمناطق المحررة مما اسفر عن جرح ما لايق عن ثلاثة مواطنين وتدمير سيارات مدنية.
وفي 13 نوفمبر 2021 نفذت طائرة مغربية مسيرة سيارتين مدنيتين في منطقة اكليبات الفولة بإقليم ميجك المحرر، مما تسبب في استشهاد مواطن صحراوي واصابة اخرين بجروح.
وعلى الجانب الموريتاني تعرضت سيارات لمنقبين موريتانيين عن الذهب للقصف بشمال غرب مدينة “بئر أم اكرين” الموريتانية يوم 05 يناير 2021 للقصف المغربي ، فيما سجل حادث مماثل يوم 09 يناير 2021 عندما تعرضت سيارة تحمل منقبين موريتانيين في المناطق الشمالية من البلاد لإطلاق نار مصدره الجيش المغربي، وفي يوم 19يناير 2021 سقطت ثلاث قذائف على منجم للذهب على الحدود بين الصحراء الغربية وموريتانيا، قرب بلدة “أجاشان لبياض” الموريتانية، على بعد 42 كيلومترا من “بئر أم اكرين” ، وفي 25 اكتوبر 2021 سقطت عدة قذائف في منقطة التنقيب عن الذهب بضواحي بئر أم اكرين”.
واشتد مسلسل استهداف المدنيين خلال الاسابيع الاخيرة حيث ادى هجوم مغربي بالمدفعية استهدف منقبين موريتانيين عن الذهب بالقرب من منطقة “كليبات الفولة” يوم 06 نوفمبر 2021 الى اصابة عدد من المنقبين بجروح .
وعلى الجانب الجزائري شكل استهداف شاحنات تجارية جزائرية بالطريق الدولي الرابط بين الجزائر وموريتانيا يوم 01 نوفمبر 2021 أخطر حدث خاصة وانه ادى الى استشهاد ثلاثة مدنيين جزائريين واكدت الرئاسة الجزائرية ان عدة عناصر تشير إلى ضلوع قوات الاحتلال المغربية بالصحراء الغربية في ارتكاب هذا الاغتيال الجبان بواسطة سلاح متطور، إذ يعد ذلك مظهرا جديدا لعدوان وحشي يمثل ميزة لسياسة معروفة بالتوسع الاقليمي والترهيب و ان “اغتيالهم لن يمضي دون عقاب”.
وكان قصف مدفعي استهدف في 26 غشت 2021 شاحنة تجارية جزائرية على الطريق الدولي الرابط بين الجزائر والصحراء الغربية وموريتانيا.
وتؤكد هذه الاعمال التي تنتهك القانون الدولي الإنساني فلسفة المحتل الغازي المغربي في محاولة ابادة كل كائن حي بالاراضي الصحراوية، حيث لا يفرق في ضرباته بين الاهداف المدنية و العسكرية و لا يميز بين البشر او الحيوان, فيقصف المنازل والقوافل التجارية والمدنيين بشكل عشوائي.