ضربا لأواصر الأخوة المتجذرة بين الشعبين الشقيقين، لا تنفك كمشة قليلة لكنها مؤثرة ونافذة من لوبي مرتهن للرباط تنتمي وصولا لموريتانيا وللمغرب روحا وقلبا، ما تنفك في كل منعطف تاريخي حاسم يمر به كفاح شعبنا حتى تطالعنا بحملات للطعن في نضال شعب ذنبه الوحيد رفضه الرضوخ للهيمنة والتوسع، مستكثرة عليه حقه المشروع في المقاومة وإنتزاع حقوقه، وقد أدمنت تلك "النخبة المتمغربة" في بلاد شنقيط على الإساءة لروابط الجيرة والأخوة والتاريخ والمستقبل المشترك بين البلدين خدمة لأجندات مغربية معلومة ومدفوعة الأجر، تحركها نوازع المصالح الذاتية وأدوات الإغراء المغربية، وقد تحولت الثلة لنخبة متزلفة للإحتلال المغربي دون حياء وسيلتها في ذلك قضية الشعب الصحراوي.
وإذ نذكر أحفاد "لوبي تمام" المتأخرين بما صنع أسلافهم وأشباههم ممن سبقهم من "شيعة المخزن" ضد بلاد شنقيط نفسها لعلهم يرجعون، أولئك الأشباه وصل الحال ببعضهم حد العمالة المعلنة والوقوف ضد وطنهم (موريتانيا)، إذ حج العشرات من الأعيان وشيوخ القبائل والموالين للرباط إلى مقر الأمم المتحدة بنيويورك وإلى عديد الهيئات والأقطار للإعلان عن رفضهم إستقلال موريتانيا ومطالبتهم بالتبعيئة للمملكة المغربية معلنيين البيعة لملكها، وذلك لمساندة الأطماع المغربية ببلاد شنقيط، ولسنا بحاجة لإخبار الثلة "الموريتانية المتمغربة" المدمنة على ملاهي مراكش وأكادير والمشترات بفيلات مدينتي الداخلة والعيون المحتلتين ودريهمات الإحتلال المغربي، بأن المخزن لم يعترف بموريتانيا إلا عام 1969، بعد سنوات من الإستقلال (28 نوفمبر 1960)، ولذلك لم تقبل الجامعة العربية عضويتها إلا في سنة 1973 رضوخا للمخزن.
لا ينفك "حزب تماما" يستغل الفرص، والتي كان أخرها أزمة ثغرة الكركرات وجريمة الغدر بالرعايا الجزائريين على الحدود الصحراوية الموريتانية، يستغل الفرص للنيل من كفاح الشعب الصحراوي محاولا إظهار الصحراويين بثوب الراغبين ب"الزج بموريتانيا في أتون النزاع"!، وكأن موريتانيا غير معنية أصلا بالملف، فهي طرف مراقب حسب التصنيف الأممي، وهي أيضا (موريتانيا) وأقصد هنا النظام لا الشعب لم تكن يوما بعيدة عن النزاع، ويكفي الحاقدين من اللوبي "المتمغرب" في بلاد شنقيط أن يتذكروا كيف تأمر النظام الدادهي مع الإحتلال المغربي للغدر بشعبنا، وكيف تقاسم النظمان المحتلان بلادنا وكأنها كعكة حلوى بلا شعب، بموجب إتفاقية مدريد 14 نوفمبر 1975.
ونحن إذ لا زلنا ندفع ثمن خطيئة كان الرئيس الموريتاني الأسبق المخطار ولد دداه رحمة الله جزءا أصيلا منها، قتلا وإخفاءا وإعتقالا وتشريدا ونفيا ونهبا، فإننا لا نحتاج من موريتانيا دعما ولا سندا، والتي نقدر شعبها حق تقدير، وإنما حيادا حقيقيا لا مزيفا مبطنا بقواعد الحياد الأعرج، ومن باب الحياد الأقوم كان على الأخوة الأشقاء في الجمهورية الإسلامية الموريتانية أن يمتنعوا عن المشاركة في تكريس ثغرة الكركرات الغير شرعية كواقع مفروض، وهي المقامة في مخالفة تامة لمقتضيات إتفاق وقف اطلاق النار، وبنود الإتفاقية العسكرية رقم واحد، وهي (الثغرة) التي يعلم الجميع بمن فيهم "شيعة الرباط" خطورتها، فهي تساهم في ضرب السلم الأهلي في الشقيقة موريتانيا، حيث مع كل طن من "تماتا" ومثيلاتها من الخضر والسلع هناك حمولات أخرى من المخدرات وحبوب الهلوسة والمؤثرات العقلية والمواد المحرمة...، كما تحولت الثغرة لمرر لمعدات تزوير العملة، للعبث بالإقتصاد الموريتاني، ولتمرير أدوات التجسس، ول"حزب المغرب في موريتانيا " في تزايد منسوب الجرائم بعاصمة بلادهم نواكشوط عبرة، ولا يفوتنا هنا أن نذكر اللوبي الموالي للمملكة التوسعية أن خليلهم المغرب لايزال يعتبر "موريتانيا أراضي مغربية"! على مايزعم المخزن التوسعي، ولم يتخلى بعد أن أطماعه الإلغائية تجاهه بلادكم، ولولا حاجز الصد الذي شكتله المقاومة الصحراوية الباسلة في مواجهة إرادة التوسع المغربية، لكان الحال غير الذي ترون، وليست في هذا المقام تصريحات أمين عام حزب الاستقلال المغربي السابق عبدالحميد شباط عنا ببعيد، كما أن المغرب لا يزال يحتل أراضي موريتانية قرب "بئر أم قرين"، بعمق يتجاوز25 كلم، ويقيم جدار الذل والعار عليها، وتذكروا كيف دعم المغرب السينغال في نزاعها مع موريتانيا سنوات 1989 إلى 1991، وكيف ساندت سياسيا وعسكريا الدولتين الصحراوية والجزائرية بلاكم، فهل تستخلصون العبر؟!.
عالي محمدلمين