أكد الصحفي الاسباني المستقل، أكسل ألفاريز، عقب زيارته الى الأراضي الصحراوية المحررة أن الحرب قائمة بالفعل في المنطقة، منوها بالمقاتلين الصحراويين الذين لمس فيهم قوة العزيمة بحتمية النصر، داعيا الأمم المتحدة لضرورة التدخل لتضع الحرب أوزارها في المنطقة.
وقال الاسباني, في لقاء حصري مع موقع اعلامي صحراوي, عقب عودته من الزيارة التي قام بها الى مخيمات اللاجئين الصحراويين والأراضي الصحراوية المحررة مؤخرا, أنه "منذ خرق المغرب اتفاق وقف اطلاق النار, في 13 نوفمبر 2020, اكتنف الكثير من الغموض المعلومات المتداولة في اسبانيا حول واقع العودة الى الحرب في الصحراء الغربية وهو الذي كان الدافع لضرورة رفع التعتيم الاعلامي عن القضية".
وعليه وللاطلاع على حقيقة اندلاع الحرب في الصحراء الغربية, قرر الصحفي الاسباني زيارة الاراضي الصحراوية المحررة ومخيمات اللاجئين, قائلا : "زرت مع
الصحافة الدولية مخيمات اللاجئين الصحراويين حيث تنقلت إلى منطقة المحبس, أين عايشنا و تابعنا بشكل مباشر مواجهات عسكرية حقيقية بين وحدات الجيش الصحراوي و القوات المغربية التي كانت ترد على قصف الصحراويين على طول الحزام الرملي الفاصل".
وقدم السيد ألفاريس هنا شهادته الحية عن سقوط احدى القذائف المغربية بالقرب من مكان تواجدهم في المحبس مما استوجب على الفرقة الاعلامية مغادرة المكان خوفا على سلامتهم.
ووفقا لما عاشه وعايشه طيلة فترة اقامته في المنطقة, قال الصحفي الاسباني إن "الحرب حقيقة ثابتة رغم أن المغرب ينكر و ينفي ذلك".
كما تطرق ألفاريز في تصريحه الى المعنويات "العالية" التي لمسها في الشعب الصحراوي لا سيما المجندين منهم بالخطوط الامامية قائلا في السياق: "لقد وجدت مجندين بخط النار متسلحين بمعنويات مرتفعة جدا وبإيمان قوي بحتمية النصر, وخلال لقائي وتجاذب اطراف الحديث معهم لمست عندهم قناعة بأن القضايا العادلة دائما هي المنتصرة في النهاية".
وعقب خوضه لهذه التجربة, شدد الصحفي الاسباني ان لديه قناعة بضرورة تدخل الامم المتحدة في هذا النزاع, قائلا : "هذه المواجهات لا بد أن تجبر الامم المتحدة على التدخل لفض النزاع, لأن الانتظار لمدة ثلاثين سنة ليس بالهين و لم يترك أي خيار آخر امام الشعب الصحراوي سوى العودة للحرب".
ونشر السيد ألفاريز على صفحته على "انستغرام" صورا توثق بعض مظاهر الحرب التي استقاها من عين المكان والتي تظهر احداها جنودا من جبهة البوليساريو يهاجمون موقعا عسكريا خلف الجدار الرملي المغربي الذي يفصل الأراضي المحررة عن المنطقة الخاضعة للاحتلال المغربي في منطقة المحبس.
ولفت الى أنها المرة الاولى منذ 14 أكتوبر الماضي التي تدخل فيها الصحافة الدولية المنطقة الصحراوية لتكون شاهد عيان على الوجود الفعلي للحرب وتوثق بالصوت والصورة الاشتباكات المسلحة التي اندلعت اثر خرق المغرب لوقف اطلاق النار.