القائمة الرئيسية

الصفحات

 


مساء الخير!   
"التأطير - Framing". 
"....سيدي، ماذا تريد أن تأكل...؟".
لا أعرف، هل سنسبق زمننا بالحديث عن"التأطير"، أم تأخرنا في الحديث عنه،عن الركب.
"التأطير"، ألذي أنا هنا بصدد الحديث عنه، هو"التأطير الفكري - Framing Intellectual".

قد تجدوه كذلك تحت إسم" مفاهيمي  - Conseptual", أو"عقلي - Mental".

مصطلحات، بعضها من بعض، و لكن لكل منها حمولته اللغوية و الإبستمولوجية.

لن، أتطرق في هذه العجالة للتأطير السياسي أو للتأطير البشري ( تسيير الموارد البشرية و التحكم فيها).

سأتحدث، عن"التأطير" الفكري.

تأطير الفكرة و التحكم في إبعادها. 
في خطوط طولها و في دوائر عرضها. 

في مجال تحركها الحيوي. 

فكرتنا نحن، كثورة و كشعب و كدولة. 

هناك نوعان، من التأطير الفكري. 

تأطير"الطوب" و تأطير"لحجار".

"الطوبة"، ألا إمسها الماء و لا"تلامايت" و تبقى كشئ كان. 

"الحجرة"، تيموم. 
حجرة، صونية، ما إيزايتها شيء. 

حديثنا اليوم، يدور حول"تأطير" الفكرة - الحجرة. 

الطوب، خيمة خالية. 

بشكل أدق، وضع إطار سياسي و إيديولوجي و تنظيمي للفكرة. 

هذا، على الرغم، من أنني، أحاول الإبتعاد قدر الإمكان عن"التأطير"بالمفهوم السياسي. 

و لكن، كما قال الرئيس الروسي"فلاديمر بوتين"....."....نحن، الروس كلما أردنا صناعة ملعقة، تطلع أنا دبابة.....". 

نعود للفكرة. 
ماذا،تريد منا"الفكرة"؟

تريد منا، المحافظة عليها من"الميوعة" الفكرية و من الضياع في التأويل السياسي و من عاتيات الزمن. 

لا يوجد، شيء في هذه الفانية، أكثر ضرر على الفكرة، من المس بقدسيتها. 

حينها، سيختلط المقدس بالمدنس و تفقد الفكرة"عذريتها".

قبل، حديثنا عن الفكرة، يجب الحديث عن"تحريم" المساس بقدسيتها و بقداستها. 
لأنك، في النهاية، قد تصل ل"فكرتك"، و لكنك، ستجدها حافية القدمين، رثة الملبس، جائعة، حزينة و متعبة تنظر للأفق ،متكيئة على حائط التاريخ و تسند رأسها الأشعث  على بقايا حلمك و مشروعك و على "كومة"من جغرافيا وطنك. 

منهجيآ،"التأطير"، هو عملية وضع المعلومة ضمن سياق أو "إطار"لغوي أو"هندسي"، قد يحكمه التاريخ و قد تحكمه الجغرافيا و قد يحكمه تصور فكري أو إثني أو عرقي أو سياسي. 

لكن - و بغض النظر - ، عن"الإطار -  cadre"، فإن، الهدف النهائي، هو بلورة الفكرة، إيصالها و المحافظة على شبابها و على رونقها و على قدسيتها. 

موس أعبيد أعلى الفكرة، هو المس بقدسيتها. 

هل، نحن حافظنا، على قدسية"فكرتنا"؟

هنا، و بهدوء و بكل سكينة، إنتقلنا من"التأطير" كوسيلة إلي الفكرة كغاية. 
الفكرة"معطن"، ألي ما جاه فالشتاء، لاهي إيجيه فالصيف.  

أمنين يبياظو النجوم و إعود إطير الطير أو ينشق، ستحن"الإبل" للمعطن ألقط شربت هي أعلى فمو، و لا قط شربوا أعليه أباتها و أجدودها. 

قال لك، عنك إلي مريت و أعرفت عنك أخلاص، تهت في مسارب الصحراء، أرخي ل"جملك" أخزامتو. 

يسقم، بيك شور أقرب"معطن".
أو راهو إغد إعود ما قط شافو.

ألا، بوه و لا أمو قط شربوه سابق أخلاقتو. 

أرخي ل"جملك" أخزامتو و أهمزو، راهي غريزتو، أخير فيك من عقلك.

الشعب الصحراوي، "هامز" رأسو. 

حتى، أحنا قضيتنا، راهي شربوا على فمها أباتنا و أجدودنا سابق نخلقوا و الوقت إلي يبسوا أفامنا،لاهي أنديروها بين عينينا.

هذا، هو"تأطير" الفكرة. 

من مصائب، الفكرة كذلك و من مصائب"تأطيرها".....

إتركو، هو إشينقال لو....

هاه....

عندي عن ينقال لو"التأطير" اللغوي.

الكلام، يحسن و يخشن.

خصوصآ، أمنين تفصل فيه لإيصال فكرة مقدسة. 

خذوا، هذا المثال:

يجري الحديث عن عملية جراحية. 

نسبة نجاح هذه العملية، هو 90% ( إطار إيجابي ) مقابل نسبة فشلها هو 10% ( إطار سلبي). 

نفس المعلومة، و لكن الإستجابة النفسية مختلفة، حسب قدرة المتحدث على"التأطير".

علماء نفس"الكوارث" يقولون، بأنه في هذه الحالة يجب التركيز على الأرواح ألتي تم"إنقاذها" بدل الأرواح ألتي تم"فقدانها".

"...سيدي، ماذا تريد أن تأكل..."؟

طبق الليلة، سمك مشوي على الجمر و عصير التمر الممزوج بعصير البرتقال مع نقيع مسحوق الأناناس.

نعم....نعم....رجاءآ، هذا الصحن. 

90% من رواد هذا المطعم، - هنيئآ - لهم.

لقد تم"تأطير" أذواقهم، مسبقآ.

90% من رواد هذا المطعم كذلك، لم يكونوا يعلمون، بأن هذا المطعم، في تلك الليلة، كان يملك تلك الوجبة فقط.

لم تكن هناك وجبات أخرى. 

هي، سمك مشوي على الجمر مع عصير التمر ، الممزوج بعصير البرتقال مع نقيع مسحوق الأناناس. 
في زمن ما، نحن - الصحراوييون  - كنا خبراء في"تأطير" الفكرة. 
اليوم مطلوب منا، أن نكون خبراء في المحافظة على قدسيتها. 
أرخي ل"أجمل" أخزامتو.
دكتور : بيبات أبحمد.

إذا أعجبك محتوى الوكالة نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الاخبار السريع ليصلك الجديد أولاً بأول ...