القائمة الرئيسية

الصفحات

ملحمة أخرى من ملاحم يوميات"رجال صدقوا"

 


 
صباح الخير!  
"مولانا فالوجود".
"....أشلاهي تعطيني....إلى أحكمت لك البغلة....."؟
سنعود اليوم لملحمة أخرى من ملاحم يوميات"رجال صدقوا"
قبل سنة و نيف، وصلني تسجيل، تم نشره على"الواتساب".
إستمعت للتسجيل عدة مرات. 
كان مزيجآ من الطرافة و البطولة و الشجاعة و المغامرة و نكران الذات. 
ثلة من الأولين. 
أنا، الآن أتواجد خارج مخيمات العزة و الكرامة. 
و من باب، تذكير نفسي و تذكيركم، قررت قبل أيام البحث عن ذلك الرجل. 
إتصلت بأحد أقحاح المؤسسة العسكرية و كان هو من بعث لي ذلك التسجيل الذي لم يفارق أذني يومآ و طلبت منه مساعدتي في البحث عن ذلك الرجل و عن رقمه .
قال، إلى عاد فالتراب، أتهنا من أخبارو. 
إتصل بي قبل يومين و أعطاني رقم صاحب"من المؤمنين رجال صدقوا".
و صاحب رواية"بغلة - الدريهمية".
بعد عمل يوم شاق، و بعد أخذ دوشآ باردآ،(أنا الآن في إحدى المناطق الحارة)، عمرت كأس من أتاي و إتصلت بالرجل.  
بعد السلام، عرفته بنفسي و قلت له، بأنني إستعمت لقصة بغلة"الدريهمية" و أريده أن يرويها لي و بكل تفاصيلها و أريده أن يسمح لي بالنشر. 
تبادلنا أطراف الحديث و إتفقنا، على أنه و حين يجد وقتآ مناسبآ، سيبعث لي تسجيل على"الواتساب" يروي لي فيه ملحمة " بغلة - الدريهمية".
وصلني التسجيل، ليل البارحة. 
الرواي، هو أحد رجال هذه الملحمة و صناعها. 
إنه،المقاتل"سيدي ولد إبراهيم ولد أدة ".
ألمنكم واحل فشي،إخليه عنو. 
تعالوا، لنستمع معآ لحديث رجل،معية 30 رجلآ، صدقوا ما عاهدوا الله عليه.   
يقول سيدي...."شوف....في بدايات الثورة الأولى، النواحي العسكرية لم تكن كما تعرفها الآن....75 و 76 و 77....ناحيتنا نحن كان يطلق عليها,إسم "الشمال الشرقي"....كانت هناك وحدتان....وحدة المهدي ولد زرقة و وحدة محمدو ولد محمد  عبد الله و قادة الفصائل،عيسى ولد أعلي  موسى و  داحة ولد الحاج و محمد لبراهيم....
الوحدة كانت متمركزة ف"لقصب"،جنوب"بوقربة".
تم الإتفاق،على القيام بكمين ل"كونفا"للمغاربة، في الطريق الرابط بين"الدريهمية" و"محاميد الغزلان".
"الكونفا"، كانت تتحرك من"أمحاميد الغزلان" نحو"إدريهمية"كل 15 يومآ.
تصل الساعة الواحدة و النصف ظهرآ و"تنام" في"الدريهمية" و ترجع صباح اليوم التالي، خوفآ من كمائن الليل.

يوم 15 على الساعة الثانية ظهرآ، جاء الشخص الذي وضعناه حارسآ يجري....قال لي، أطلع....أطلع أعلى السدرة شوف....قلت له، ماني طالع....لعادوا ألا الشلوحة مال من شوفتهم....ألح على و صعدت...يا سيدنا نوح......"الكونفا"....مولانا قللهم ما أكثرهم....الرجلي شي منو غفيان و شي منو إعدل أتاي على حبات من الزرع الماسو الشواط....ناحرين و نطيبوا ألحمنا فحوظ.....جمعنا نتعطاو  أراي...."الكونفا" مفوتا النهار كامل....المعركة،أول النهار ليست في صالحنا.... الذخيرة قليلة و جغرافيا المنطقة ضدنا....يجب أن يكون وقت المعركة، إما وقت صلاة المغرب نكبد فيها العدو من الخسائر ما إستطعنا إلي ذلك سبيلآ و الإنسحاب تحت جنح الظلام أو القيام بإغارة سريعة و البحث عن"منعة"، لأن الإغارة نهارآ، سنكون فيها عرضة لقدوم نجدة من"محاميد القزلان" أو من"الدريهمية"أللتين لا تبعدان عنا كثيرآ. 
قررنا، السير ليلآ و البحث عن مكان يمكننا منه بعد حساب المسافة، ذهابآ و إيابآ و تحديد ساعة الصفر. 
يجب حساب المسافة و الزمن بدقة. 
لا مجال للخطأ. 
خليط من الغريزة و الحسبة لمتينة. 

درسنا جغرافيا المكان و تحركنا بعيد صلاة المغرب بقليل و سرنا و سرنا.
وجدنا جماعتنا عند"أزمول"قرب منطقة"حاسي منير".
وجدناهم،هم كذلك لا تموين لهم. 
ذهب منا إثنان إلي مكان متفق عليه و وجدا أخ"القرارات"، رحمة الله عليه هو و أخيه"القرارات".
أعطاهما بعض التموين و رجعا لنا. 
نحن، بعد ما تحملناه من مشقة و من تعب و من جوع و من عطش لا نستطيع ترك موضوع الكمين ل"كونفا" محاميد الغزلان يمشي تبهلالا.
قررنا، الإنتظار 15 يومآ أخرى.
في اليوم الثاني عشر، قررنا التحرك. 
30 مقاتلآ،أمامهم الله و خلفهم الله. 
30"إنتحاريآ" و جملين، أحدهما أبيض. 

سرنا طوال الليل.

عند أمنين ألحقنا"ألزبارة" شطبت فينا حصة من لكلاب. 

قال، خطري ولد شعبان و محمد لمين ولد أميليد، عن الكلب ما ينبح ماهو أحذا مولاه.
تأكدنا،بأن الشلوحة ليسوا ببعيدين عن"الزبارة". 
الرجوع مستحيل و التراب"أمبولغة" و الظباب.
إتجهنا نحث الخطى و بهدوء بإتجاه"الزبارة".
أطلعنا"الزبارة" و فوتنا فوقها أنهارين. 
جلسنا، نتعطاو إريان. 
خاصنا أرجعوا عنا أجمال.
أخير الرجالة من الإمكانيات. 
إقدوا إوحلونا أو يوكلوا أذراهم و نوحلوا فالتوت. 

يرجعوا يستراحوا و لا ننحروهم ، أمنين نفصلوا فيهم.
في اليوم 15 وصلت"الكونفا".
حركوا قبلها المشاة.  
نحن، كنا قد قمنا بتلغيم الطريق.
ظهرت أولى سيارات"الكونفا".
أمطارناهم بوابل من الرصاص. 
أستغرظنا أحديد الناس. 
عدلنا فيه ياسر من العطب. 
بدأت المعركة. 
الدحيميس، إستشهد البطل المغوار أحمد بابا.
سألته، أحمد بابا ولد آش؟
قال، في ذلك الزمن، لم يكن أحدنا يعرف إلا إسم رفيقه أو إسمه الحركي. 
كل ما أعرفه عنه، بأنه رفيق سلاح و بأنه رجل بطل، مغوار تنتكل عليه خالفة نهار لكريهة.
قمنا بدفن الشهيد.
جرح لنا، المقاتل حمدي ولد لعبيدي. 
كان هناك نقاشآ و تعاطي أراي، عن ما يجب فعله.
مدة، عندها بطل جريح و تعرف،بأن الوقت ليس في صالحها و أن النجدات، ستلحق بها بين فينة و أخرى.
الناس، حكموا"الحاسى"، الذخيرة لم يبق منها ما يكفي لخوض معركة أخرى، و مازلنا نرى ما بقى من القوة يتحرك على"أشطيب" الواد.
شي من الشلوحة ما يرويه الماء. 
يجب التحرك، ساعة الغروب و محاولة الوصول إلي"منعة".
الرجلي، يتعاطى إريان. 
كنا،نعرف بأن الشلوحة، في الأماكن الوعرة ينقلون السلاح و المؤن على ظهور الحمير و البغال .

كنا، قد لاحظنا بغلة كحلة مدروكة بين العسكر.
قلت لهم، لا مناص لنا من خطف البغلة. 

مولانا، فالوجود.

بدونها،سنبقى هنا مع جريحنا حتى يزغنوا بينا الشلوحة و يحكمونا بليد.

 إرادة الرجال لا تقهر. 

حملنا جريحنا، و تحركنا بإتجاه مربط"البغلة" و وضعنا حارسآ كل 50 مترآ، تحسبآ للطوارئ. 

دخلنا، نحن 10 رجال و تسللننا وسط الشلوحة. 
تحركنا، نحو"التشابولة"، المدروكة عندها المتروكة، البغلة. 

فتشنا الموقع للبحث عن السلاح.
أمرنا، بأن لا يطلق أحد رصاصة واحدة، إلآ للرد على مصادر النيران. 

تم السماح لأربعة منا فقط بإطلاق النار وقت الحاجة، إقتصادآ للذخيرة. 

كان في"التشابولة" سيدتان. 

سألنا، أكبرهما سننآ، عن الرجل....
أو و الله ما نا قاع عارفين كان الراجل خالق و لا ماهو خالق.

قالت، ذهب لأخذ خفارة الحراسة قبل 5 دقائق. 

عرفنا، بأنه مادام خرج للتو، فإنه أمامنا ما يكفي من الوقت لإختطاف البغلة.  

حاولنا الإقتراب من البغلة، و لكنها، لم تعترف بسلطتنا. 

متروكة أمتينة و لا ترفد أحوافرها و تخبط التراب و حد جاو فيه ما تلا يلحس بالخمسة. 

قلت، للسيدة، قومي،عاونينا نحكموا متروكة. 
رفضت. 

لم تستطع النهوض من مكانها. 
بركت الخلعة فركابيها. 

لعزوز، ما أتقد توقف، و البغلة ، ما تعرف مولانا و لا تعرف رسول. 

في تلك اللحظة، كان أحد حراسنا يسارع الخطى نحوي و كان قصير القامة. 

دنكست أعليه، قال لي، أشلاهي تعطيني إلي أحكمت لك البغلة؟

قلت لو أوحل ألا فشي إقد يتوحل فيه.
أحنا فذي الوضعية، و أنت أدور تنكرا.
هذا، إن دل على شيء، إنما يدل على صلابة الرجال و قدرتها على التحكم في إعصابها و قدرتها على الظحك و تمتعها بروح الدعابة و النكته، حتى في أحلك اللحظات. 

تحرك بهدوء بإتجاه البغلة و أخذ"علافتها" و وضعها على رأسها و هي في سكينة تامة و وضعنا عليها"لحلاسة" و كانت ثقيلة حتى.
دعوة من الشعر لكحل، ما يرفدوها 5 رجالة.  

لن أنسى المقاتل محمد أمبارك ولد التاقي ولد بيبا، بعد تلك الليلة. 

رجعنا لجريحنا و وضعناه على البغلة"المسروقة".

و تحركنا.
الليل ما أبقى منو شي.

الشلوحة، لاهي يوطاو أعلى أثرنا. 
يجب البحث عن"منعة" قبل طلوع الفجر. 

قلت لهم سنغير الإتجاه. 

مولانا فالوجود. 

هناك، مكان يسمى"بيظ رأسو".

مكان، تابع ل"الخاوة". 

يمكننا قضاء النهار فيه.

المشكلة، عن"بيظ رأسو"، أترابو بيظا و البغلة حكحلة. 

عندما وصلنا للمكان، وجدنا،"شبكة" من الطلح، ماهي أكببرة أقبالة.

غبرنا، بغلتنا و قمنا بتضميض جراح رفيقنا و كل واحد منا"ندفن"، فبلد ما ينشاف و لا يتحرك، إلين أروح الليل. 

"الخاوة" ذوك هوما على رأس السن.

راح الليل....درنا رفيقنا على البغلة و بتنا ساريين. 

بعد، أسبوع من المسير و التعب و شين الرادة و أنتيف الريحة وصلنا لرفاقنا .

كانوا، على طارف"تارة"

كانت، الكتيبة بقيادة الشهيد المهدي ولد زرقة. 
أحيانآ، الحقيقة، أغرب من الخيال. 
إنها عزائم الرجال.
هذه، هي ملحمة رجال صدقوا. 
و الله، ألا أنسيت أنسول سيدي ولد إبراهيم ولد أدة، عن أخبار البغلة"المسروقة" أشعدل فيها مولانا و أمنين أتلات.
مولانا فالوجود. 
دكتور : بيبات أبحمد. 
و جمعة مباركة.

إذا أعجبك محتوى الوكالة نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الاخبار السريع ليصلك الجديد أولاً بأول ...