القائمة الرئيسية

الصفحات

رسالة إلى أولئك «الصحراويين» الذين يرقصون اليوم على أنغام “الحكم الذاتي”

 


رسالة إلى أولئك «الصحراويين» الذين يرقصون اليوم على أنغام “الحكم الذاتي”
أنتم الذين أمضيتم سنوات في تبرير الاحتلال المغربي، تلوّنون خيانتكم بأقنعة الوطنية، وتسمّون الانبطاح “واقعية سياسية”. واليوم، بعد نصف قرن من مقاومة الشعب الصحراوي، تتوهمون أنكم انتصرتم وأن “الحكم الذاتي” مكسب يستحق الاحتفال.

لكن الحقيقة التي تحاولون جاهدين إخفاءها، أن ما تحقق لم يكن بفضل خنوعكم، بل رغم خنوعكم. لم يكن منحة من المحتل، بل نتيجة صمود الرجال والنساء الذين رفضوا بيع كرامتهم، والذين حملوا راية الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب حين كنتم تلهثون وراء صدقات من العدو.

ولو كان للعدو أيُّ تقديرٍ لكم، فذلك لأن هناك من يقف على الجانب الآخر من الجدار يقاوم. إن قيمتكم عند المحتل مرتبطة بوجود مقاومين لا يهادنون, فلو لم يقف هؤلاء الرجال والنساء صامدين في المخيمات وفي الساحة الدولية، لما احتاج المحتل إلى خلق أدوات من داخلكم. وأموالكم وفيلاتكم وقصوركم… التي تعيشون فيها اليوم بعد أن بعتم كرامتكم لم تُبنَ بجهودكم، بل على صمود نساءٍ لاجئاتٍ دفعت الثمن، وعلى دموع عائلاتٍ ما زالت تنتظر الحرية. وتذكّروا اليوم الذي لا يرى فيكم المحتلّ المغربي ورقةً نافعة، سيهوِّن من قدركم ويطأكم، لأن في جوهره لا يحترم من باعوا قضيتهم.

ما تسمّونه “حكمًا ذاتيًا” ليس إلا اعترافًا مبطّنًا بوجود شعب اسمه الشعب الصحراوي، له هوية وأرض وحقّ لا يُشترى. والمغرب، الذي ظلّ يدّعي أن الصحراء جزءٌ لا يتجزء من ارضه، اضطرّ اليوم إلى أن يعترف، من حيث لا يدري، بأن هناك شعبًا آخر يفاوضه.

احتفالكم اليوم لا يزيدكم إلا خزيًا، لأنكم تحتفلون بثمرة نضالٍ لم تزرعوه، وتقطفون من شجرةٍ سُقيت بالدم والدموع لم تكنوا أنتم من روّاها.

ستظلّون تلهثون خلف أوامر “سيدكم”، مهانين، منحنين، مداسًا على كرامتكم، وتخرجون لتحتفلوا كعادتكم بكلّ “إنجاز” تحقّق بفضل مقاومة الشعب الصحراوي لا بفضلكم، وتتبنّون كلّ ثمرة نضالٍ زرعها غيركم وتقدّمونها لأنفسكم على أنها “مكاسب”. 

وستبقون كذلك، حتى يُرفع العلم الصحراوي فوق كلّ شبرٍ من أرضنا، حينها ستأتون وأنتم مطأطئي الرؤوس، تتوسّلون “نصيبًا من الوطن” الذي خنتموه يوم كان في أمسّ الحاجة إليكم.

الطالب علي سالم

إذا أعجبك محتوى الوكالة نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الاخبار السريع ليصلك الجديد أولاً بأول ...