القائمة الرئيسية

الصفحات

محمد المصطفى التليميدي يعزي في رحيل المجاهد إبراهيم الصالح حيمد

     


*بسم الله الرحمن الرحيم* 
﴿يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ۝ ارْجِعِي إِلَىٰ رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً ۝ فَادْخُلِي فِي عِبَادِي ۝ وَادْخُلِي جَنَّتِي﴾
صدق الله العظيم.

بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره، وببالغ الحزن والأسى، نتقدم بأحرّ التعازي وأصدق مشاعر المواساة إلى عائلة الفقيد المجاهد الصبور إبراهيم الصالح حيمد (إبراهيم البوليساريو)، وإلى عموم الشعب الصحراوي، في هذا المصاب الجلل، سائلين المولى عز وجل أن يتغمّده بواسع رحمته، وأن يلهم أهله وذويه ومحبيه جميل الصبر وحسن السلوان.

لقد فقد الشعب الصحراوي برحيله رجلًا من رجالات الصدق والوفاء، ممن صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فكان مثالًا حيًا للثبات على المبدأ، والإخلاص للقضية، والتفاني في خدمة الوطن. وقد قال الله تعالى:
﴿مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا﴾ صدق الله العظيم.

إن الفقيد، بما قدّمه من تضحيات جسام بين القتال والأسر، وبما تحلّى به من صدق ووفاء وثبات، يجسّد المعنى العميق لقوله صلى الله عليه وسلم:
«عليكم بالصدق، فإن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة»،
كما يجسّد قيمة الوفاء بالعهد التي جعلها الإسلام من شيم الأخيار، إذ يقول النبي صلى الله عليه وسلم:
«لا إيمان لمن لا أمانة له، ولا دين لمن لا عهد له».

كما أن مسيرة الفقيد النضالية تشهد على حضوره الفاعل في ميادين الشرف، إذ شارك في العديد من المعارك مقاتلًا وقائدًا ميدانيًا في الناحية الثانية والناحية الثالثة، حيث كان مثالًا للشجاعة والانضباط وحسن القيادة. وقد انتهت مسيرته القتالية بوقوعه في الأسر، فتعرض خلاله لصنوف التعذيب ومحاولات الإغراء للتخلي عن الجبهة ومبادئها، غير أنه ظل ثابتًا صامدًا على العهد، رافضًا كل أشكال المساومة، محافظًا على وفائه لقضيته ضمن مجموعة 66، ليجسّد أسمى معاني الصبر والثبات والولاء لله ثم للوطن ورفاقه من الشهداء والمقاتلين.

وإننا إذ نعزّي أنفسنا ونعزّيكم في هذا الفقد الأليم، نستحضر قول رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم يُنتفع به، أو ولد صالح يدعو له»،
وإن ما خلّفه الفقيد من سيرة نضالية عطرة، وأبناء أوفياء، وقيم راسخة في وجدان شعبه، هو من أعظم ما يبقى للمرء بعد رحيله.

نسأل الله العلي القدير أن يتقبّل الفقيد في الصالحين، وأن يجزيه عن شعبه وقضيته خير الجزاء، وأن يجعل مثواه مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقًا.
وإنا لله وإنا إليه راجعون
محمد المصطفى التليميدي.

إذا أعجبك محتوى الوكالة نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الاخبار السريع ليصلك الجديد أولاً بأول ...