بسم الله الرحمن الرحيم
27/12/2025
سبحان الله الحي الدائم، القائل في محكم تنزيله:
(كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيام فمن زحزح عن النار وادخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا الا متاع الغرورة) صدق الله العظيم.
وقوله تعالى:" من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا " صدق الله العظيم.
بقلب مؤمن بقضاء الله وقدره، تلقيت بكثير من الحزن والأسى خبر رحيل عن الدنيا الفانية، الوالد المقدر المقاتل المجاهد الشهيد، شقيق اخوته الشهداء، احد أسود مجموعة 66 اسير حرب، المغفور له بإذن الله تعالى، الأب الجليل: إبراهيم الصالح حيمد ( معروف بالبوليزاريو).
بهذا المصاب الجلل، أقدم خالص تعازي واصدق مشاعر المواساة القلبية، لعائلة الشهيد، ولأسود جيش التحرير الشعبي الصحراوي، والشعب الصحراوي، سائلا المولى العلي القدير أن يتغمده برحمته الواسعة ورضوانه، ويسكنه فسيح جناته مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أُولئك رفيقا، ويبدله دار خيرا من تلك التي كان فيها، وأن يلهمنـا جميعا جميل الصبر والسلوان، إنه سميع مجيب.
لله ما أخذ وله ما اعطى، وكل شي عنده بأجل مسمى.
البقاء لله وحده.
الشهيد رحمه الله تعالى، كان من المنخرطين الأوائل في صفوف جيش التحرير الشعبي الصحراوي، شارك في كثير من معارك وملاحم حرب التحرير الوطني في مرحلتها الاولى، حتى وقع اسيرا في معركة "احريشة ردي" 31 ديسمبر 1983.
بعد اسره لاقى مع بقية زملائه المقاتلين الأسرى، شتى انواع التنكيل والتعذيب الهمجي في سجون الاحتلال المغربي، وقد واجهوا تلك السنوات الشديدة القاسية بصبر وشجاعة وبطولة لامثيل لها، وجسدوا عظيم الوفاء للعهد والشهداء، حتى أفرج عنهم جميعا في 31 اكتوبر 1996، وعودتهم للأراضي الصحراوية المحررة ومخيمات العزة والكرامة بكل شموخ وكبرياء.
الشهيد رحمه الله، ظل مخلصا غيورا على القضية الوطنية، وفيا للعهد والأمانة التي تركها الشهداء في اعناق كل الصحراويين، حتى الرمق الاخير من حياته.
أخيراً، نقدر في عائلته الكريمة، احبائه واصدقائه وكل من عرفه، قوة الصبر والاحتساب، مصداقا لقول الحق جل وعلا:" وبشر الصابرين الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا انا لله وانا اليه راجعون، اولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة واولئك هم المهتدون". صدق الله العظيم.
كلنا متيقنون أن الموت باب كل الناس داخله تلكم مشيئة الله وسنته في خلقه، والله علام الغيوب، فنسأل الله العظيم أن يحسن لنا جميعا الخلف في فقدانه، والله إن العين لتدمع وان القلب ليحزن ولا نقول الا ما يرضى الله " انا لله وانا اليه راجعون".
خيرُ ما نعطر به روح الشهيد، قول المولى عز وجل:
" يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي " صدق الله العظيم.
وعظم الله أجرنا جميعا
المستشار برئاسة الجمهورية ابراهيم الخليل
