أكد وزير الثقافة السيد موسى سلمى اليوم الاربعاء خلال افتتاح اشغال المتلتقى الدولي التضامني الثالث للتبادل الثقافي من أجل السلام في الصحراء الغربية، ان المشاركة الدولية الواسعة في الملتقى الدولي الثقافي من قارات وثقافات متعددة يعتبر رسالة إنسانية عميقة ، وفعل إنساني نبيل، ورسالةٌ أخلاقية سامية تعكس التزام المشاركين بقيم التضامن ورفض سياسات الظلم والتهميش وكسر جدران الصمت والتعتيم على اخر مستعمرة في افريقيا، ويعزز القناعة بأن القضية الصحراوية ليست شأنا صحراويا فقط ، بل قضية إنسانية سياسية بامتياز، وأن الدفاع عن حق شعبٍ في تقرير مصيره هو دفاع عن قيم إنسانية عالمية. وقضيةُ كل ضمير حيّ يؤمن بعدالة الشعوب وحقها في الحياة بكرامة وسيادة وسلام .
وابرز وزير الثقافة خلال الملتقى المنظم بولاية السمارة ، بمخيمات اللاجئين الصحراويين تحت شعار : " نلتقي لنتضامن… نتحاور لنحب " ان هذا الحضور النوعي يزرع الأمل في قلوب شعبٍ يعيش منذ خمسة عقودٍ على أمل الحرية والكرامة والعيش بسلام .
وقال السبد موسى سلمى : "نلتقي اليوم في مخيمات اللاجئين الصحراويين . في رحاب الملتقى الدولي التضامني الثالث للتبادل الثقافي من أجل السلام في الصحراء الغربية ، تحت شعارٍ يلخص رؤيتنا المشتركة : " نلتقي لنتضامن… نتحاور لنحب "، لنُعيد الاعتبار لقيمنا الإنسانية المشتركة: للسلام، للحوار، وللمحبة التي تُعيد للإنسان إنسانيته وكرامته وحقه في الحياة .
وأبرز وزير الثقافة ان هذا الملتقى الذي يؤكد أن الثقافة هي فعل مقاومة، وأداة للتقارب والحوار وتكريس قيم السلام والتعايش السلمي بين الشعوب .وهي روح الأمم وذاكرتها الحية، وهي القوة الهادئة التي تخلق الجسور بين القلوب حين تعجز السياسة عن بناء الجسور بين الامم والشعوب .
وأضاف الوزير إن الملتقى يشكل فرصة تاريخية لنؤكد أن قضية الصحراء الغربية هي قضية تصفية استعمار . قضية شعب يطلب حقه الأصيل في الحرية وتقرير المصير . ذلك الحق الذي أقرّته كل الشرائع السماوية ، والقوانين والمواثيق الدولية .
ومناسبة لتجديد التضامن مع الشعب الصحراوي، شعبٍ يقف منذ عقود في مواجهة محاولاتٍ استعمارية لا تزال تُحاو بكل الوسائل التآمر على حقه المشروع، والتلاعب بتاريخه، والتشويش على صوته، وحرمانه من ممارسة أبسط حقوقه الإنسانية: حقه في تقرير مصيره بحرية ودون وصاية.
وقال السيد موسى سلمى ان القوى التي تسعى إلى التشويش على حقيقة القضية الصحراوية، وإلى إعادة إنتاج ممارسات استعمارية بوجوه جديدة، والتي حاولت أن تنزع من الشعب الصحراوي حقه وهويته في قرار مجلس الامن الاخير المتعلق بالقضية الصحراوية .قد فشلت في كسر إرادة هذا الشعب، وفشلت في أن تنتزع منه الإيمان بحقه، وفشلت في أن تميت روح المقاومة بداخله.
وهذا الفشل لم يكن صدفة، بل نتيجة لصمودٍ أسطوري، ولمساندةٍ إنسانية نبيلة من أصدقاء الحرية عبر العالم ، من الشعوب الحرة لن تسمح بإعادة إنتاج الظلم .
