القائمة الرئيسية

الصفحات

المؤتمر الحادي عشر للشبيبة الصحراوية ، محطة سياسية تنظيمية بحاجة للمرافقة والتوجيه .. الجزء الثالث

  


المؤتمر الحادي عشر للشبيبة الصحراوية ، محطة سياسية تنظيمية بحاجة للمرافقة والتوجيه .. الجزء الثالث
  
أفكار وإقترحات من شانها ان تساهم ولو بشكل متواضع في وضع خارطة طريق للقيادة المستقبلية للمنظمة لتجاوز جزء من المعيقات التي واجهتها المنظمة في مسارها النضالي خلال السنوات الماضية

     في البداية من الهام التأكيد على أن الصدق في الموقف، والنقاء في النية، والغيرة الحقيقية على المشروع الوطني ، وإيماننا بأنه في لحظات كهاته التي نعيشها الان تبرز أهمية الكلمة الصادقة والفكرة النيرة، وتبرز الحاجة إلى من يملك القدرة على قراءة الواقع بعمق، والتعبير عنه بشجاعة، والمساهمة في توجيهه نحو الأفضل .هي قضايا مجتمعة دفعتنا إلى اتخاذ قرارنا عن قناعة بضرورة مرافقة اللجنة التحضيرية للمؤتمر الحادي عشر لاتحاد شبيبة الساقية الحمراء ووادي الذهب ، ومحاولة المساهمة معها في بلورة رؤية شبابية متجددة قادرة على مواكبة التحديات التي تواجه قضيتنا الوطنية، من شانها تعزيز حضور الاتحاد كمنظمة جماهيرية كانت ولا تزال الخزان الحيوي الذي يمد التنظيم السياسي للجبهة بالأطر القيادية المؤمنة بعدالة القضية والمستعدة لحمل مشعل التحرير والتضحية في مختلف الميادين ، خاصة في هذه المرحلة المفصلية من تاريخ شعبنا، حيث تتزاوج ضرورات التحرير مع تحديات اللجوء والتفكك المجتمعي، وحيث يشتد وقع الحرب وتتعاظم مخاطر الجريمة المنظمة وانكماش الوعي الوطني .
لقد تطرقنا في الجزء الثاني من هذه السلسلة إلى جملة من التحديات والمعيقات الموضوعية والذاتية التي قيدت قدرة الاتحاد  في بعض الأحيان على تنفيذ جزء من برامجه بالفعالية المرجوة ، والتزمنا بإننا سنتطرق في هذه الجزء إلى أفكار ومقترحات من شانها ان تساهم ولو بشكل متواضع في وضع خارطة طريق للقيادة المستقبلية للمنظمة لتجاوزها .
وفي هذا الإطار أظن بانه لا يختلف إثنان في هذه المرحلة بإن اتحاد الشبيبة كمنظمة جماهيرية ، بما تحمله من رصيد تاريخي ودور تعبوي، ومن كونها رافعة أساسية في مسار التحرير والبناء الوطني . مطالبة اليوم اكثر من أي وقت مضى باسترجاع مكانتها التاريخية ورد الاعتبار لدورها الطلائعي كمدرسة للنضال والتعبئة والتكوين ، وبان تجعل الشباب قوة نضالية فاعلة في الحاضر، وقاعدة صلبة لبناء الدولة المستقلة في المستقبل ، وهو ما يقتضي صياغة برنامج عمل  يعيد إليها دورها المحوري في تأطير وتكوين الشباب  سياسيا ، تربويًا، فكريًا، وتنظيميًا ، وحماية الهوية الوطنية والثقافية للاجيال الجديدة . ولكن ذلك مرهون بقدرتها على أن تكون إطاراً جامعاً، منفتحاً ، يستوعب كل الطاقات الشبانية المؤمنة بالمشروع الوطني التحرري ، ويقودها نحو الهدف الأسمى المثمثل في الحرية والاستقلال ، ويتطلب إصلاحات تنظيمية وهيكيلية وتجديد  للآليات والبرامج ،مع مراعاة الحاجة إلى التوفيق بين متطلبات ومقتضيات الصمود في اللجوء وضرورات المشاركة في معركة التحرير، مما يحافظ على دورها الطليعي في معادلة المقاومة والصمود ، والكفاح الوطني الصحراوي .
ومن هنا، فإن المؤتمر الحادي عشر لاتحاد الشبيبة يجب أن يكون موعدًا مع تجديد الوعي ، ومعركة لإعادة الاعتبار للمنظمة كمدرسة سياسية قبل أي شيء آخر ، وينبغي أن يفتح نقاشًا جادًا حول كيفية إعادة الاعتبار لأدوار المنظمة في التأطير ، التعبئة ،التجنيد ،التكوين والإعداد المستمر للشباب، بما يؤهلهم ليكونوا قادة المستقبل في مختلف المجالات العسكرية ، الدبلوماسية، السياسية والاجتماعية.
وعلى هذا الأساس نرى بانه على المنظمة ان تضع نصب أعينها جملة من الاهداف من اهمها  :
ترسيخ العقيدة الوطنية القائمة على قدسية التحرير ووحدة الصف .
تعزيز الوعي الوطني والسياسي للشباب وترسيخ قناعته بعدالة القضية وشرعية كفاح ومقاومة الشعب الصحراوي.
تربية الأجيال على القيم الوطنية، الروحية، والأخلاقية المستمدة من ثقافتنا الأصيلة ، وديننا الحنيف .
إعداد جيل متسلح بالعلم والمعرفة، قادر على حمل مشعل التحرير والبناء .
إبراز البعد الثقافي والإبداعي للشباب الصحراوي كأداة للمقاومة والمرافعة .

وان تركزعلى البرامج التي أنشات على أساسها ، والتي يمكن أيجازها في المحاور التالية  :

1/ المحور السياسي التربوي ، التعبوي والتكويني : 
تعزيز برامج التجنيد والتعبئة الوطنية ، وجعل كل الأنشطة الثقافية والرياضية والتعليمية للاتحاد منصات تعبئة ودعم لجبهة القتال.
إحداث " المدرسة السنوية للأطر الشبانية " كمقترح عملي لتأسيس فضاء سنوي دائم تابع لاتحاد الشبيبة، يتكفل حصريا بتأهيل القيادات الشبانية على كافة المستويات بما فيها مكاتب الفروغ التلاميذية ، وتكوينها في مجالات فكر وعقيدة وفلسفة الجبهة ، الدبلوماسية الشعبية والإعلام المقاوم ، مهارات وتقنيات القيادة.
استغلال المراكز الشبانية في كل الولايات لتنظيم الملتقيات الفكرية ، وترسيخ العقيدة الوطنية وروح المقاومة
بعث الروح في تجربة المخيمات الشبابية التكوينية التي تجمع بين البعد العسكري–الثقافي–التربوي.
إطلاق برنامج " القائد الشاب " لتدريب وتاهيل المكاتب التنفيذية على كافة المستويات 
التركيز على التربية الوطنية والخلقية وقيم الهوية الوطنية ، ومكافحة الانحرافات، وتكريس روح التضامن والمسؤولية في برامج وانشطة الحركة الكشفية الصحراوية .
2/ المحور الفكري والعقائدي :
إحياء فكر الشهيد الولي مصطفى السيد كمرجعية فكرية شبابية متجددة.
إدماج البعد الروحي والإيماني في برامج الاتحاد، بما يعزز قيم الحرية والكرامة والصبر والعدالة الاجتماعية .
3/ المحور الإداري التنظيمي :
التفكير في إمكانية تشكيل لجان تخصصية داخل مختلف هيئات وهياكل الاتحاد بدلا من الملفات الحالية 
(اللجنة الإدارية التنظيمية ، اللجنة العسكرية ، اللجنة الإعلامية ، لجنة الخارجية ، اللجنة السياسية والفكرية ، 
اللجنة الثقافية الاجتماعية) نظرا لخصوصية المرحلة التي سمتها الأساسية حرب التحرير .   
4/ المحور الثقافي والإبداعي :
جعل الثقافة والفنون أداة مقاومة وهوية للشباب ــ بالتنسيق والتعاون مع المؤسسات الوطنية ذات العلاقة ــ من خلال :
تنظيم مسابقات في الشعر الثوري ، الفن، المسرح، الفنون التشكيلية، والسينما.
إحياء التراث الوطني عبر "أيام الخيمة الصحراوية" والأنشطة التراثية.
دعم مبادرات سينما الشباب لإنتاج أفلام قصيرة عن المقاومة ومعاناة اللجوء.
استغلال العطل الموسمية للفروع التلاميذية لتعزيز القيم الثقافية ، وبعث الروح في المهرجان الصيفي السنوي للشباب والطلبة .
5. المحور الاجتماعي :
التكثيف من الحملات والبرامج التطوعية (صيانة المدارس، المراكز الصحية، نظافة المحيط والبيئة ، التوعية البيئية والصحية داخل المخيمات ، التكافل والتضامن الاجتماعي الإنساني) لتحفيز الشباب على المشاركة في خدمة المجتمع .
6/  المحور  الإعلامي :
تكوين فرق إعلامية شبابية متخصصة في الإعلام الرقمي ، قادرة على إيصال صوت المقاومة، وتوثيق واقع الحرب واللجوء ومقارعة الدعاية المضادة ، وتدريبها على الأمن السيبراني والإنتاج متعدد اللغات ، وتعزيز الإعلام الشباني كأداة للتعبئة والتأطير ونشر الفكر الوطني التحرري.
تكييف الخطاب الشبابي الإعلامي مع التحولات الدولية ، وتوظيف وسائل التواصل الاجتماعي بشكل مدروس للتأثير في الرأي العام العالمي .
07/ المحورالخارجي ، التضامني والدبلوماسي :
استثمارعضوية المنظمة في مختلف الهيئات والمنظمات الدولية والقارية لحشد التضامن الدولي الشباني ، وجعلها صوت للمنافحة والمرافعة عن قضيتنا الوطنية ، وتعزيز التنسيق مع مختلف المنظمات الشبابية في العالم لخلق جبهة تضامن واسعة مع نضال وكفاح وصمود الشعب الصحراوي .
إطلاق مشروع "جسور النضال والمقاومة " لربط الشباب الصحراوي في كل تواجداتهم بالمنظمة ، وخلق جسور تواصل فعّالة بين الشباب في المخيمات، الأراضي المحتلة، الجاليات والمهجر.
تفعيل فروع شباب الجاليات والمهجر لدعم المقاومة والمرافعة عن القضية الوطنية ، وتعزيز حضور الشباب في المنابر الدولية الطلابية والشبابية كصوت مقاوم.
توقيع اتفاقيات عمل وشراكة مع مختلف المؤسسات الوطنية (التعليم، الثقافة، الصحة، الدفاع).
تنويع مصادرالدعم والتمويل وضمان استدامتها ، لتلبية ما يمكن من متطلبات العمل والبرامج المختلفة للاتحاد .
وقبل أن اختتم هذا الجزء من هذه السلسلة ، أقترح على اللجنة التحضيرية للمؤتمر الحادي عشر لاتحاد الشبيبة ثلاثة نقاط أساسية أرى إنها جوهرية وضرورية لإثراء وإغناء محتوى مختلف الوثائق التي ستقدمها للمؤتمر . 
الاولى :
دعوة اللجنة التحضيرية لقيادات تاريخية وخبراء في العمل التنظيمي والسياسي لتقديم أوراق حول التجارب السابقة للمنظمة ، والتحديات الراهنة التي تواجه قضيتنا الوطنية .
الثانية :
إقرار جلسة رئيسية (تثقيفية تواصلية مع المؤتمرين) ضمن فعاليات المؤتمر حول "الشبيبة كمدرسة سياسية للجبهة" تشارك فيها قيادات تاريخية للجبهة وللمنظمة .
الثالثة : 
استغلال الندوات السياسية التحضيرية للمؤتمر لفتح نقاش شبابي واسع حول كيفيات واليات استرجاع المنظمة لدورها الطلائعي كمدرسة سياسية للجبهة .
وختاما ، إنّ الأفكار والاقتراحات التي تم تناولها في هذا الموضوع لا تدّعي الكمال ولا تمثل سوى اجتهاد متواضع وبسيط جدا ، يمكن أن يشكّل لبنة أولى في بناء رؤية أكثر وضوحاً لمستقبل منظمة الشبيبة الصحراوية. وإن بدت متواضعة في ظاهرها غير أنّ قيمتها تكمن في كونها محاولة صادقة ، ومساهمة متواضعة يمكن أن تفتح المجال وآفاق جديدة أمام القيادة المستقبلية للمنظمة، تساعدها على تجاوز جزء من المعيقات والتحديات التي واجهتها في مسارها النضالي خلال السنوات الماضية. ويظل الهدف الأسمى هو وضع خارطة طريق واضحة المعالم، قادرة على تجاوز التحديات التي عرفتها المنظمة خلال مسارها، من شأنها أن تعيد الاعتبار لدور المنظمة التاريخي والريادي كفضاء شبابي يزرع الأمل ، وتجعلها أكثر قدرة على مواكبة تطلعات الأجيال الصاعدة، وبناء مستقبل يليق بتضحيات الشعب الصحراوي . ويخدم القضية الصحراوية والمشروع الوطني التحرري والإنساني العادل الذي ننتمي إليه .
ويبقى التحدي الأكبر هو اختيار قيادة للمنظمة تُعبّر حقاً عن تطلعات الشباب الصحراوي . لكن ذلك مرهوناً بفتح نقاش معمق حول شروط الترشح لمختلف الهيئات القيادية، بما يضمن بروز قيادة شبانية مؤهلة ، قادرة ومتمرسة ، ذات كفاءة وخبرة ونزاهة ، قادرة على مواكبة متطلبات المرحلة. 
وفي هذا الإطار، سيكون الجزء القادم من هذه السلسلة مخصصاً لهذا الموضوع الحيوي والحساس، بما يمكّن من وضع أسس أكثر صلابة لتجديد الهياكل التنظيمية للمنظمة، وتعزيز دورها  التاريخي في معركة التحرير والبناء .
عبيد الله الضعيف ، المناضل قبل ان يكون الوزير : موسى سلمى لعبيد

إذا أعجبك محتوى الوكالة نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الاخبار السريع ليصلك الجديد أولاً بأول ...