كلمات سريعة فى تعليقات و تساؤلات حول ورقة امريكية، تم تسريبها بالرغم من انها غير رسمية لحد الساعة:
يتذكر الصحراويون جميعا أنه عندما فشل المغرب، بالرغم من تحالفاته العديدة، فى لي ذراع الشعب الصحراوي، بعد 50 سنة من الحرب التوسعية، سارع الى الهرولة نحو تل ابيب و قبل يدها، معترفا و منبطحا و ادخلته من الباب الخلفى إلى واشنطون فى إطار مقايضة بين سراق الطرق، اعترف كل واحد منهم للآخر بسرقته.
و بالفعل، فعلى إثر بيع القدس و اهله، فى واضحة النهار، من طرف رئيس لجنة القدس، وشحت واشنطون صدر المقيم العام فى الرباط بوسام مسموم و هو عبارة عن لغم لا يمكن لمسه دون أن ينفجر و يقتل كل من حوله: اعتراف بسيادة مزعومة على الصحراء الغربية.
و هكذا توهم المحتل المغربي منذ 2020 أن الأمر قد حسم نهائيا لصالحه و عزز ذلك الوهم الغبي تدافع بعض القوى الإستعمارية و تسابق شركاتها لكي لا تغيب عن توزيع الكعكة الصحراوية المكونة من الفوسفاط و السمك و الحديد و الذهب الأورانيوم و الليثيوم بالإضافة إلى المنتوجات الفلاحية و غيرها.
و عندما اقترب تاريخ اجتماع مجلس الأمن لمناقشة القضية الصحراوية على ضوء تقرير الأمين العام، قبل نهاية عهدة المينورسو، قامت واشنطن منذ 4 أيام، بتوزيع وثيقة تجدد فيها موقفها الذى كررته منذ 2020.
هذا الموقف الأمريكي المعروف وزعته البعثة الأمريكية بنيويورك، فى ورقة غير رسمية، على ما يسمى بمجموعة ال5 (الاعضاء الدائمين+ إسبانيا).
جاء فى هذه الورقة الأمريكية من جانب واحد، و باختصار شديد، و بلغة الصراحة بعيدا عن القاموس الدبلوماسي، أن امريكا تريد تسليم الصحراء الغربية للمغرب.
و يظهر أن واشنطون مستعجلة (او بعض اللوبيات) على الأمر و ترغب فى أن يوافق مجلس الأمن على هذه الطبخة و السرقة الموصوفة.
و بهذا الخصوص لا بد أن نؤكد بكل قوة بأن الشعب الصحراوي لن يقبل، تحت أي ذريعة او مبرر و فى أي ظرف كان، بمصادرة حقه فى تقرير المصير و الإستقلال و السيادة على تراب الجمهورية الصحراوية.
كما لا بد أن نؤكد كذلك ان مجلس الأمن ليس لأمريكا و لا لفرنسا وحدهما و لن يقبل بأن يتحول إلى مقاولة لبيع الأراضي أو توزيعها و الدوس بسهولة على منظومة الامم المتحدة بالرغم من اهتزاز مصداقيتها و محدودية فعاليتها فى هذه الازمنة الراهنة.
و بالتأكيد، لا يمكن تغيير مهمة المينورسو و لا يمكن أن يكون مقترح المحتل المغربي قاعدة للحل و لو تشرق الشمس من مغربها.
إن خطوة كهذه تعيد الأمور الى المربع الأول و البادي اظلم.
الصحراويون يعترفون بأن الولايات المتحدة الامريكية قوة عالمية عظمى و هي صاحبة القلم فى موضوع الصحراء الغربية داخل مجلس الأمن و يعرفون أن مصداقيتها و مصالحها تدعوانها الى المواقف المتوازنة و إلى الامتثال للحق و العدل و احترام حقوق جميع الشعوب داخل حدود اوطانها.
و الصحراويون يعلمون جيدا أن الولايات المتحدة الأمريكية تعرف جيدا أن المغرب ليست له اية سيادة على الصحراء الغربية كما يعرف أن الجمهورية الصحراوية و المملكة المغربية بلدان منفصلان و متمايزان كما اقرت محكمة العدل الأوروبية بذلك فى حكمها بتاريخ 4 اكتوبر 2024 كما اكدته قبلها محكمة العدل الدولية سنة 1975.
و الملف الصحراوى واضح و قوي من جميع الجوانب القانونية و السياسية و التاريخية و موجود على طاولة الامم المتحدة منذ 1963 باعتباره مسألة تصفية استعمار.
إنه لا يمكن القفز على أن تواجد المغرب فى الصحراء الغربية ليس سوى احتلالا لا شرعيا كما اكدت ذلك الجمعية العامة للامم المتحدة فى لوائحها سنتي 1979 و 1980.
الخروج عن قرارات الشرعية الدولية، التى لا غبار عليها، لن يحصل على قبول الشعب الصحراوي و لا على مشاركة و تعاون ممثله الشرعي و الوحيد، حبهة البوليساريو.
الورقة الأمريكية ، الاحادية الجانب، و التى لحد الساعة ما زالت غير رسمية، مرفوضة نصا و روحا لتناقضها التام مع الحل التوافقي و العملي و المعقول الذى كان الطرفان قد وقعا عليه سنة 1991 و صادق عليه مجلس الأمن و انشئت بعثة المينورسو من أجل تنفيذه.
ذلك الحل التوافقي هو الذى ما زال يشكل المرجعية القانونية و الشرعية الوحيد و الحياد عنه قيد انملة او اقصاءه يعتبر استهتارا خطيرا بالامن و الإستقرار فى المنطقة و فى العالم.
إن الشعب الصحراوي، بقيادة جبهة البوليساريو، و الذى اثبت الكثير من القدرة على ضبط النفس و المساهمة الإيجابية فى مجهودات الأمم المتحدة الرامية إلى تصفية الإستعمار من آخر معاقله فى الصحراء الغربية، لن يقبل بالمس بحقه فى تقرير المصير و الإستقلال و لن يتنازل عن أخذ مقعده الطبيعي و المستحق بين الشعوب و الامم فى الامم المتحدة كما اخذه على المستوى القاري فى الإتحاد الأفريقي.
فخيانة العهود و الإلتزامات لن تغير مسيرة الشعب الصحراوي، الموحد و المتمسك بحقوقه و بالدفاع عنها.
أمحمد/البخاري 17 اكتوبر 2025