القائمة الرئيسية

الصفحات

ابراهيم محمد محمود بيدالله يبعث برسالة تعزية في رحيل المناضلة الوطنية الصادقة والمخلصة: خديجة حمدي

 


رسالة تعزية في رحيل
 المناضلة الوطنية الصادقة والمخلصة:
 خديجة حمدي عبدالله
بتاريخ: 13/07/2025
بعد بسم الله الرحمان الرحيم
" يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي الى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي"
      ببالغ الأسى وعميق التأثر وبقلب راض بقضاء الله وقدره علمت برحيل الأخت خديجة حمدي عبدالل، واذ أشاطر جماهير شعبنا في كل أماكن تواجداتها أحزان هذا المصاب الجلل الذي تجاوز صداه وتأثيره حدودنا الوطنية، فإني أتضرع الى الله العلي القدير أن يغفر لها ويرحمها بواسع رحمته ويسكنها فسيح جناته مع الانبياء والمرسلين والشهداء والصالحين من عباده وحسن أولئك رفيقا.
         كما أتوجه بخالص مشاعر التعازي والمواساة الى أبناء وبنات الشهيد محمد عبد العزيز وأفراد أسرة حمدي عبدالل، سائلا المولى عز وجل أن يلهمهم جميل الصبر والسلوان.
       خديجة حمدي ستظل خالدة في الذاكرة الجمعية لكل الصحراويين ويمكن وصفها بالشخص الذي يجسد معايير النخبة، ليس فقط من حيث المستوى الثقافي الراقي والنضج السياسي، بل أكثر من ذاك، من حيث الدور الريادي الذي توج مسارا نضاليا طويلا، تميز بالتدرج من مناضلة في خلية الى عضو فاعل ضمن قيادة منظمة جماهيرية وصولا الى عضو منتخب في الأمانة الوطنية خلال المؤتمر الحادي عشر للجبهة المنعقد في منطقة تفاريتي بالمناطق المحررة، وقد تم ترشيحها من طرف لجنة الانتخابات دون استشارتها ( وهو إجراء متبع في كل مؤتمرات الجبهة، له محاسنه ومساوئه) مع أن عضويتها في الهيئة القيادية شكلت اضافة نوعية.
      تركت خديجة حمدي بصماتها النيرة خلال توليها مسؤولية وزارة الثقافة: عملت على اطلاق دنامية تزاوج بين الحفاظ على الموروث التقليدي وترسيخه، والتحديث والعصرنة  في مختلف مجالات الثقافة، من تدوين للموروث الثقافي والأدب الحساني: شعر وأغاني، موسيقى، مسرح وسينما، بالإضافة الى فضاءات أخرى ومهرجانات لمختلف الفنون، بما فيها اليوم الوطني للخيمة وهو ابداع يسجل لها لما يمثله من رمزية لدى المجتمع الصحراوي، وجعلت منه وقفة سنوية لتخليد مآثر ملحمة اكديم ازيك ولتجديد التضامن مع المعتقلين السياسيين الصحراويين في غياهب معتقلات المخزن.
        خديجة: أنت من السابقين ونحن من اللاحقين "عشت عفويتك،  تاركة لبعضهم اثم الظنون،  فلك أجر تسامحك، ولهم ذنوب الظن بالسوء" منقول.
       يؤلمني – وأستغفر الله – أن شاءت الأقدار حرمانك " وقد يكون في ذلك خير" من تأليف مذكراتك، متحررة من قيود وبروتوكولات واشتراطات العضوية في القيادة.
      لاشك كانت ستكون توثيقا يؤخذ في الحسبان لمسار نضالي حافل بالتحديات  وتجربة     ( فريدة حتى الآن ) زاخرة بإنجازات ومساهمات بناءة، لمناضلة تصيب وتخطيء، يشفع لها أنها كانت تتقبل النقد، وتتعامل مع الرأي الآخر دون أحكام مسبقة.
    رغم ذلك:  أطمئن لشعور ينتابني، أن ثمة من سيتولى حفظ الارث – الوديعة - ويجعل ما تحتويه دفاترها من معلومات  مرجعا يعتمده كما هو ( مادة خام ).
    " إن أفضل حماية لهذا الارث الجمعي تكمن في تأليف كتاب نزيه عن هذه التجربة المتميزة "
        في اجتماعات الأمانة الوطنية ومجلس الوزراء برئاسة الشهيد محمد عبد العزيز، كان تعامله معها نظامي على أساس علاقة تنظيمية: رئيس ومرؤوس – ترفع يدها لتطلب الكلمة،  فيسجل اسمها في لائحة المتدخلين، تقدم تقاريرها وعروضها وآرائها، تنتقد وتبدي ملاحظاتها، يقاطعها إن هي خرجت عن جدول الأعمال أو تجاوزت الوقت المحدد أحيانا "جرت العادة أن يكون مفتوحا".
 تفاصيل تعبر عن مشهد معبر، خديجة كانت لها شخصيتها ورأيها المستقل، منضبطة: إن هي تم اقناعها بأدلة وحجج كفيلة بذلك.
     وفي الخيمة المضيافة، خيمة كل الصحراويين ودون تمييز، كانت تتقن حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة.
     بمعزل عن هذا وذاك، خديجة كانت صاحبة قلم ملهم، وعقل مبدع، تمتلك رصيد ثقافي وسياسي تشكلت على أساسه رؤية كانت محفزة لها للعب دور قيادي يأبى الرتابة والركود.
رحيلها الذي صادف يوم الجمعة الفضيل، مؤشر سعادة، ذلك ما نرجوه لها.
ابراهيم محمد محمود بيدالل

إذا أعجبك محتوى الوكالة نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الاخبار السريع ليصلك الجديد أولاً بأول ...