أيقونة البوليساريو تغادرنا دون وداع...لو لم تكن حرم الزعيم لكانت هي الزعيم.
ولدت للنضال، شاركت في مظاهرات الطنطان بداية السبعينات وهي صبية، ساهمت في باكورة الثورة وهي في مقاعد الدراسة، لتترك بصمتها في مختلف جبهات النضال الوطني، لتدفع بالثقافة الصحراوية وهي وزيرة الى اهم جبهة من جبهات المقاومة و الفعل الوطني في التصدي لمخططات الاحتلال ومحاولات الاستلاب الثقافي وقرصنة التراث الصحراوي.
الام اولا، المناضلة والأخت والصديقة، مثقفة من الطراز العالي، محاورة لا يشق لها غبار، والاهم انها محترمة ومتمسكة بقيمها الصحراوية الأصيلة وترسم حدود كل شئ بخيط رفيع وراقي، نادرة فعلا هي. لم ولن تتكر المرحومة بإذن الله خديجة.
كلما اختلفت معها ازداد قربك بل وإعجابك بها وتفرض عليك احترامها، ببساطة لأنها كبيرة فعلا في كل شيء.
تركت خديجة فراغ بيِّين منذ اقعدها المرض في المشهد السياسي والثقافي الوطني وكأنها الدينامو الذي لا يهداء الا لينطلق من جديد، لكن طيفها بقي محفورا في ذاكرة شعبها، و في بناء جسور الحوار بين النخب والحفاظ على الثقافة والهوية الوطنية، والمرافعة من اجل تمكين المرأة والشباب من المشاركة السياسية،
كل من عرفها يشهد ان المرأة تتنفس القضية وعاشت لها ومن أجلها رغم الصعاب والتحديات.
لكنه القضاء والقدر اراد لها اليوم ان ترحل عنا دون وداع، فاللهم ارحمها واغفر لها واجعل قبرها روضة من رياض الجنة هي وجميع من خدم هذه الفضية بصدق وثبات.
تعازينا لجميع الشعب الصحراوي والعائلة الصغيرة بالخصوص.
انا لله وإنا إليه راجعون.
حدي الكنتاوي عبد الله