القائمة الرئيسية

الصفحات

من "كيتو" الى موقف "زوما" الجديد : لماذا تلاحق الاخفاقات عمل بعثاتنا الدبلوماسية ؟

 


لا يخفي على احد حجم التراجع الخطير ، ليس في تحصيل المكاسب أو تحقيق اختراقات دبلوماسية جديدة، بل في الحفاظ على تلك المكاسب كحد أدنى  ،وهو اخفاق تراكمي لم نجد له حلا يقي من مجابهة مخاطر و خرائط التحالفات الجديدة  .
ومع حضور الجيل الثالث من الدبلوماسيين في إدارة الشأن الخارجي فإن منتج العمل الخارجي يبقى متواضعا .
ويعكس موقف حزب "رمح الأمة" الجنوب افريقي الجديد، بزعامة الرئيس السابق زوما ، تراجع حضورنا وتأثيرنا داخل الدوائر الحليفة .وهي خسارة جسمية لسببين؛ رمزي يتعلق بالحزب وقائده وخلفيته التحررية، وعملي كون الحزب يشكل القوة السياسية الثالثة في جنوب أفريقيا وهو في نمو وسيكون له دور حاسم في الانتخابات القادمة.
الموقف الجديد يعتبر سابقة خطيرة تحتاج إلى مراجعه ذاتية عاجلة، واعتبار الأمر والموقف فاصلا بين زمنين .مهما كانت مسبباته الموضوعية الخاصة بالحزب، والتي من أبرزها حجم الابتزاز المخزني الذي تديره دوائر دولية معروفة بعدائها لقضايا العدالة الدولية وحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير و الاستقلال. 
يجد المتابع لمستوى الممارسة الدبلوماسية الصحراوية،  طغيان تراجع الانخراط في المعركة بكفاءة والتزام .واعتبار الولاءات السلطوية معيار تحفيظ دبلوماسي دائم ولو على حساب التوجهات و متطلبات إدارة معارك النفوذ والتأثير .
ومع تحول أغلب الدبلوماسيين، من ثوار يكابدون من أجل حق شعبهم، إلى موظفين سامين يتنافسون على خلق ظروف الرفاهية واشباع نزواتهم ، فإن الخروج غير المبرر من الحفاظ على المكتسبات وليس تحصيلها هو أمر جلل و بالغ الخطورة .
هذا الاختراق الخطير والمؤسف ، يسائل فقط الأمين العام للجبهة باعتباره المسؤول الأول، يتبعه في ذلك مكتب الأمانة  واعضائها والسلك الدبلوماسي، لما لذلك من تأثير . والاستمرار في فوضى التكليف والتشريف التي أصبحت تلعب بالنزر اليسير من المكتسبات، هو ادخال القضية دائرة "سف لعوين".
إن عدالة القضية  تبقى ثابتة أخلاقيًا وقانونيًا، لكن بقاءها فعّالة يحتاج عملًا دبلوماسيًا مرنًا ومستمرًا يتكيّف مع التحالفات المتغيرة. ومرد ذلك كله ، باعتماد الكفاءة والمحاسبة والفعالية وضمان أن تبقى المكتسبات الإستراتيجية ،في دائرة الخطوط الحمراء وخارج دوائر اللعب السلطوي التائه.

إذا أعجبك محتوى الوكالة نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الاخبار السريع ليصلك الجديد أولاً بأول ...