القائمة الرئيسية

الصفحات

رد على بلال التليدي: الواقع أعند من التمنيات.

 


الأستاذ بلال التليدي، قرأت مقالك عن إحاطة دي ميستورا ومستقبل نزاع الصحراء، ولا بد من الرد بصراحة، لأن التحليل الذي قدمته يغلب عليه منطق التمني السياسي أكثر من القراءة الواقعية للوقائع.
أولًا، مقترح الحكم الذاتي الذي وصفته بأنه "قاعدة للحل" مطروح منذ 2007 ولم يُقبل من الطرف الصحراوي، بل رُفض بشكل واضح، فكيف يمكن اعتباره مخرجًا اليوم؟ بل الأهم، لماذا لا يُطرح هذا المقترح ضمن استفتاء شعبي؟ أليس من الأجدى أن يُستفتى الصحراويون على مصيرهم، بما في ذلك خيار الحكم الذاتي؟ إن كانت الرباط تثق في هذا المقترح، فلتمنحه الشرعية من أصحابه.

ثانيًا، تغييبك الكامل لما يسمى بـ"صفقة ترامب – أبراهام"، والتي منحت المغرب اعترافًا بمغربية الصحراء مقابل التطبيع مع إسرائيل، هو تجاهل لواقع سياسي جوهري لا يمكن القفز عليه. الاعتراف الأمريكي لم يأتِ من قناعة بمقترح الحكم الذاتي، بل جاء مقابل ثمن سياسي مدفوع. فهل نبني الشرعية على الصفقات أم على القانون الدولي؟.

ثالثًا، وصفك لسكوت الجزائر بـ"الخسارة" قراءة مغرقة في الذاتية. الجزائر لم تغيّر موقفها، والمبعوث الأممي نفسه يؤكد أن الحل يجب أن يكون مقبولًا من الطرفين، ولم يشر إلى فرض رؤية مغربية. إذا كانت الإحاطة تدعو إلى مفاوضات مباشرة، فبأي منطق يُستنتج أن الملف يسير نحو تبني مقترح الرباط حصريًا؟.
ختامًا، إذا كانت الأمم المتحدة عاجزة عن فرض الشرعية الدولية، فهذا لا يعني أن الواقع قد تغير، بل يعني أن الشعوب ستبحث عن أدوات جديدة لفرض حقوقها، وربما خارج المؤسسات التقليدية.
الواقع أعند من كل تمنٍّ إعلامي، يا بلال.
سلامة مولود اباعلي

إذا أعجبك محتوى الوكالة نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الاخبار السريع ليصلك الجديد أولاً بأول ...