بسم الله الرحمن الرحيم.
( وبشر الصابرين الذين إذا اصابتهم مصيبة قالوا لنا لله وانا اليه راجعون )
صدق الله العظيم
بقلوب يعتصرها الألم، وعيون تغالب الدموع، نودّع اليوم الأب، والصديق، ورفيق الدرب، إبراهيم موسى، الرجل الذي كرّس حياته لخدمة الشعب الصحراوي، متحديًا صعوبات الطبيعة والظروف القاسية، فلم يكن مجرد طبيب، بل كان أبًا، ومرشدًا، وسندًا لكل محتاج.
لقد علّم الأمهات كيف يربين الأجيال في أصعب الظروف، ووضع الأسس الصلبة للوقاية من الأمراض، حيث سهر على تطبيق برامج التلقيح التي أصبحت نموذجًا يُحتذى به في الاتحاد الإفريقي. لم يكن جهده مقتصرًا على ذلك، بل لعب دورًا كبيرًا في إعداد برامج التغذية، لضمان نظام غذائي متكامل يخدم الجميع.
وأشرف على مراكز الأمومة، ورعاية الطفل، والمسنين، مؤمنًا بأن الصحة حق للجميع، وأن الإنسانية لا تتجزأ. لم يدّخر جهدًا، ولم تثنه العقبات عن رسالته النبيلة، فكان مثالًا للتفاني والتضحية، ورمزًا للإنسانية في أنبل صورها.
رحل إبراهيم موسى، لكن إرثه سيظل حيًا، محفورًا في وجدان كل من عرفه، وفي حياة من لمسهم بإنسانيته واهتمامه. لن ننسى حكمته، ولن ننسى نضاله من أجل حياة كريمة لشعبه.
رحمك الله، أيها الأب والصديق والرفيق، وأسكنك فسيح جناته. عزاؤنا أنك تركت أثرًا خالدًا، لن يمحوه الزمن، وسيبقى نبعًا نستقي منه القوة والعزيمة لمواصلة دربك.
إنا لله وإنا إليه راجعون.