كلص قُبض عليه متلبسا بالرشوة، عيناه جاحظتان، عرقه يسيل، ظهر بوريطة وهو في اسوأ حال وسط قاعة من الزعماء الافارقة أغلبيتهم شرفاء ونزهاء. انفض عنه الجميع، لا أحد التفت اليه، ولا أحد قبض منه المظروف الذي حمل مبلغ خمسة آلاف دولار التي حاولت مرشحته، اخرباش، توزيعها على بعض ممثلي الدول الإفريقية. حسب المعلومات الواردة من اديس بابا، فإن دولتين من الدول التي فتحت قنصليات في العيون المحتلة تشاجرتا مع بوريطة ورفضتا التصويت لصالح مرشحته صراحة، وهناك دولة أو أكثر لها قنصلية في العيون المحتلة وعدته بالتصويت لصالح مرشحته، لكنها لم تفعل. الدول الإفريقية التي فتحت قنصليات في الصحراء الغربية المحتلة وجدت نفسها في ورطة. لم يوف المغرب بتعهداته الاقتصادية لها، وخرقت قانون الاتحاد الإفريقي، ويمكن أن تصدر استشارة قانونية من الاتحاد الإفريقي توبخها على ما قامت به من فعل غير قانوني. فالدول التي ارتكبت خطأ بفتح القنصليات في المدن الصحراوية المحتلة وجدت نفسها في وضع لا تُحسد عليه: لم تحصل على أية مكافآت من المخزن، ساءت علاقاتها مع أكبر دولتين في الاتحاد الإفريقي وهما الجزائر وجنوب افريقيا، وطُردت فرنسا التي كانت تحميها، وهناك إجراءات ستتم مناقشتها لمعاقبتها. من اديس بابا، خرج بوريطة بمقص مكسور، وببذلة تسيل عرقا، وحسب الأخبار الواردة من قاعة المؤامرات فقد سمعوه يسب مرشحته، ويقول لها غاضبا إنها مجرد " شيخة"، يعني راقصة في لغة المغرب.
السيد حمدي يحظيه