يواصل الإعلام الفرنسي حملاته القذرة ضد الجزائر، التي انطلقت منذ فترة كرد على قرار رئيس الجمهورية باعتماد مبدإ “الندية” في التعامل مع فرنسا، بدل التعاملات التفضيلية التي طالما استفاد منها الإليزي أيام العصابة، إذ جندت أبواقها ضمن ما صار يعرف بالحرب الناعمة لاستهداف قيادات سياسية وعسكرية تارة وللتشويش على دور الجزائر الدبلوماسي وانتصاراتها المتتالية تارة أخرى.
وفي هذا الإطار، بثت إذاعة “مونتي كارلو الدولية” الفرنسية تقريرا زعمت فيه رفض السلطات السورية طلبًا جزائريًا بتسليم مقاتلين جزائريين وآخرين من جبهة البوليساريو، يُزعم أنهم كانوا ضمن صفوف الجيش العربي السوري، في إطار التشويش على نجاح زيارة وزير الدولة وزير الشؤون الخارجية والشؤون الخارجية أحمد عطاف مؤخرا إلى دمشق، أين اُستقبل من طرف رئيس الجمهورية العربية السورية خلال المرحلة الانتقالية، أحمد حسين الشرع، وذلك في إطار الزيارة التي يقوم بها بصفته مبعوثًا خاصًا لرئيس الجمهورية.
تكالب فرنسي ضد التقارب الجزائري السوري
وسلّم أحمد عطاف، خلال هذا اللقاء، رسالة خطية من الرئيس عبد المجيد تبون إلى الرئيس السوري، كما نقل له “تحياته الأخوية وجدد له تهانيه وتمنياته له بالتوفيق والسداد في تحمُّل مهامه السامية خلال هذه المرحلة المفصلية من تاريخ سوريا الشقيقة”.، وفق ما أوضحه بيان لوزارة الشؤون الخارجية.
وكشف البيان أن اللقاء شكل فرصة لبحث آفاق تعزيز علاقات الأخوة والتضامن والتعاون بين البلدين والشعبين الشقيقين، استنادًا إلى ما يجمعهما من “روابط تاريخية متجذرة”. كما ناقش الطرفان مستجدات الأوضاع على الصعيدين الوطني والإقليمي، حيث أكد أحمد عطاف “استعداد الجزائر للإسهام، سواء على الصعيد الثنائي أو من موقعها بصفتها العضو العربي بمجلس الأمن الأممي، في دعم ومرافقة المساعي الرامية للم شمل الشعب السوري حول مشروع وطني جامع يعيد بناء مؤسسات الدولة ويوفر مقومات الأمن والاستقرار والتنمية والرخاء”.
ومن جهته، فضح وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني في تصريح إعلامي المزاعم الجديدة للإعلام الفرنسي والمغربي وما يروجه من خزعبلات وأكاذين، حين شدد بالقول ” نشكر الدعم المتواصل لرئيس الجمهورية عبد المجيد تبون”، مؤكدا أن علاقات الجزائر وسوريا “تقوم على التاريخ والمصير المشترك، حيث يحمل الشعبان الجزائري والسوري ذاكرة واحدة من النضال في سبيل الحرية والكرامة، وسيدفعنا هذا التاريخ إلى مواصلة العمل لبناء مصالح شعبينا “.
وأوضح وزير الخارجية السوري “لقد تحدثنا في الاجتماع االذي جمع الرئيس أحمد الشرع مع الوفد الجزائري برئاسة وزير الشؤون الخارجية أحمد عطاف التحديات الأمنية والاقتصادية والسياسية التي تواجهها سوريا، والحلول والسبل المناسبة التي تساهم في تجاوزها، كما عبّر الوفد الجزائري وانطلاقا من تمثيل الجزائر في مجلس الأمن، عن استعداده للمساهمة في دعم الأمن والاستقرار في سوريا، ورفع العقوبات المفروضة عليها”.
وأضاف ” تناولنا في مباحثاتنا اليوم فتح آفاق جديدة، للتعاون العلمي والتجاري وخاصة في مجال الطاقة، من أجل تعزيز المنافع المشتركة، ودعم التنمية المستدامة، ونتطلع إلى مزيد من التقارب الدبلوماسي وتعزيز العلاقات الأخوية المتميزة “.
ويبدو أن مواقف الدولة الجزائرية المبدئية والثابتة قد أزعج كثيرا فرنسا الاستدمارية والمخزن المدعوم صهيونيا، إذ يأتي هذا التقرير في سياق حملات إعلامية فرنسية مركزة تستهدف الجزائر، في إطار الحرب الناعمة التي تحاول من خلالها هذه المخابر تشويه صورتها والتشويش على دورها الدبلوماسي المتنامي، خاصة بعد النجاحات التي حققتها على الصعيدين الإقليمي والدولي.
ومن الواضح أن وسائل الإعلام الفرنسية والمغربية والمدعومة صهيونيا، والتي لطالما تبنت خطابات عدائية تجاه الجزائر، تحاول توظيف الأكاذيب والتضليل لخلق أزمات وهمية، في محاولة بائسة لتقويض الاستقرار الداخلي والتأثير على علاقات الجزائر مع الدول الصديقة والشقيقة.
وفي كل هذا، تبقى الجزائر المنتصرة متمسكة بمواقفها المبدئية، غير آبهة بهذه الادعاءات المغرضة التي تسعى إلى التشويش على علاقاتها الدولية، لتؤكد من جديد وعي الشعب الجزائري بهذه المناورات والتحامه مع جيشه وقيادته السياسية، وهي محاولات بائسة لن تؤثر على مسار بلاده الراسخ في الدفاع عن سيادتها واستقلال قرارها.
كريم يحيى - أخبار دزاير