في برقية مغربية رسمية مسربة تكشف العمل الدبلوماسي الكبير الذي كان يقوم به ممثل جبهة البوليساريو في سلوفينيا ودول البلقان حيث كان يسعى لعقد لقاءات رفيعة المستوى مع المسؤولين في صربيا بغرض التعريف بعدالة القضية الصحراوية وحشد الدعم الدولي لها وهو ما شكل ازعاجا للاحتلال المغربي الذي اعتبر لقاءات المسؤول الصحراوي بمثابة عمل عدائي للمغرب الذي يحتل الصحراء الغربية.
وجاء في الوثيقة المسربة من بريد الخارجية المغربية مايلي:
المملكة المغربية
وزارة الشؤون الخارجية
والتعاون
مديرية الشؤون الأوروبية
الرباط، في 22 سبتمبر 2014
إلى سيادة الوزير
– الديوان –
الموضوع: صربيا/ نشاط البوليساريو
يشرفني أن أحيط سيادتكم علمًا بأنه بمناسبة زيارة مجاملة قامت بها السيدة سلادجانا بريتسا، السفيرة الجديدة لجمهورية صربيا بالرباط، أبلغتني بأن المدعو ماء العينين بقادة، ممثل « الجمهورية الصحراوية.. »، المقيم في ليوبليانا والذي يغطي منطقة البلقان بأكملها، قد بدأ إجراءات بهدف الحصول على مقابلات مع ممثلي وزارة الخارجية الصربية، مع الإشارة إلى أن السلطات الصربية ترغب في معرفة رد الفعل المغربي بخصوص هذا الطلب، الذي يعتبر الأول من نوعه.
بدأت بتكرار الطابع ذي الأولوية القصوى الذي تكتسيه قضية الصحراء بالنسبة للمغرب.
وأكدت بعد ذلك أن الاستجابة الإيجابية لمثل هذه الخطوة ستشكل موقفًا غير ودي من جانب بلد تربطه بالمغرب علاقات تقليدية ويتطلع إلى تطوير آفاق واعدة من التعاون.
وأخيرًا، مع التأكيد على توافق وجهات النظر بين بلدينا فيما يتعلق بالقضايا المتعلقة بالوحدة الترابية، أصررت لدى السفيرة الصربية على عدم إعطاء أي متابعة للطلب المقدم.
تجدر الإشارة إلى أن نشاط جبهة البوليساريو في منطقة البلقان شهد خلال فترة عمل الدبلوماسي ماء العينين بقادة نشاطا كبيرا خاصة في سلوفينيا وكرواتيا وصربيا من خلال تنظيم ندوات دولية وملتقيات جامعية حول الصحراء الغربية كقضية تصفية استعمار.
وبالرغم من الإمكانيات المتواضعة للدبلوماسية الصحراوية عبر العالم إلا أنها شكلت عقبة أمام الدعاية المغربية التي تروج للاطروحة التوسعية في الصحراء الغربية وفضحت واقع الاحتلال والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان التي يرتكبها الاحتلال المغربي بشكل متواصل لحجب الحقيقة عن الرأي العام الدولي.
