وفي تصريحاته الصحفية، قال نيروب: “أعتقد أنه من المخزي أن يتجاهل الغرب، بما في ذلك الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، القانون الدولي والمبادئ الأخلاقية الأساسية فيما يتعلق بالصحراء الغربية”.
وأضاف: “لدينا الآن ثمانية أحكام من محكمة الاتحاد الأوروبي تقضي بعدم قانونية الاتفاقيات التجارية بين الاتحاد الأوروبي والمغرب. ومع ذلك، تستمر دول الاتحاد الأوروبي في محاولة التحايل على نظامها القضائي لتحقيق مكاسب قصيرة الأجل من استخراج الموارد من الصحراء الغربية المحتلة”. وأشار إلى أن “هذا أمر مخزٍ تمامًا، حيث خذل المجتمع الدولي الشعب الصحراوي، وعلى رأسه الدول الغربية”.
واستطرد قائلاً: “مع ذلك، وبفضل زيارة الناشطة غريتا ثونبرغ إلى مخيمات اللاجئين، والهجوم بالحرق على منظمة +غلوبال أكشن+، زاد الاهتمام العالمي بالقضية الصحراوية والانضمام إلى حركة التضامن من أجل صحراء غربية حرة”. وأكد أن “هذا تطور إيجابي للغاية، لأنه لن يكون هناك عالم حر دون وجود صحراء غربية حرة”.
وحول الهجوم الذي تعرض له مكتب منظمة “غلوبال أكشن” في كوبنهاغن بقنابل حارقة منتصف يناير الجاري، أكد نيروب أن المنظمة تلقت دعمًا كبيرًا من المجتمع المدني الدانماركي. وأوضح أن العديد من المجموعات الناشطة قدمت تضامنها، وعرضت توفير مكاتب أو مواد مكتبية، وتبرعت بالأموال لإعادة البناء، كما شاركت في مظاهرات تضامن من أجل الصحراء الغربية.
وأضاف: “لقد كان هذا دعمًا مؤثرًا وجميلاً للغاية”. لكنه أعرب عن أسفه لأن الحكومة الدانماركية لم تُصدر أي تعليق على الهجوم حتى الآن، قائلًا: “لم ينطق أي سياسي من الأغلبية الحاكمة بكلمة واحدة حول هذا الهجوم”.
وفي هذا السياق، أشار نيروب إلى أن “هذا الصمت مقلق للغاية، لأنه قد يشجع على وقوع هجمات مماثلة ضد منظمات دانماركية في المستقبل”. ودعا الحكومة، وخاصة وزير العدل، إلى إدانة الهجوم “عاجلاً وليس آجلاً”.
وأكد أن الهجوم استهدف عمل المنظمة التضامني مع الصحراء الغربية، مستندًا إلى الكتابات التي وُجدت على جدران مكاتبها. وأوضح أن التهديدات لن تثنيهم عن دعم نضال الشعب الصحراوي، بل زادت إرادتهم قوة أكثر من أي وقت مضى.
واعتبر نيروب أن الهجوم يُظهر “نقطة ضعف كبيرة لأنصار الاحتلال المغربي”، مؤكدًا أن الصحراء الغربية لم تحظَ يومًا بهذا القدر من التضامن والاهتمام في الدانمارك كما هو الحال الآن.
وفي رده على سؤال حول الخطوات المقبلة، أوضح نيروب أن المنظمة تمكنت من استغلال الاهتمام الناتج عن الهجوم لنشر الوعي حول الصحراء الغربية في الدانمارك.
يُذكر أن الهجوم الإرهابي الذي استهدف مكتب “غلوبال أكشن” في كوبنهاغن بقنابل حارقة فجر يوم 13 يناير الجاري، لقي إدانة واسعة. وقد استهدف الهجوم هيئة دولية تدعم عدالة القضية الصحراوية وحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير والاستقلال.