" الوطني و المواطن ".
تمت دعوتي قبل أيام لحضور محاضرة في الجامعة ألتي دافعت فيها عن رسالتي لنيل شهادة الدكتوراه.
ما شد إنتباهي، عندما وصلتني الدعوة لحضور هذه المحاضرة، كان عنوان المحاضرة.
ذهبت ، في الوقت المحدد و دخلت قاعة الجامعة ألتي أعرفها جيدآ.
ألتقيت بالكثير من أساتذتي و أطر الجامعة الأكاديمية و التعليمية ممن كان لهم الفضل في إنارة طريقنا و شحذ هممنا و عزائمنا.
دخل المحاضر للقاعة، ألقى نظرة على الحضور ثم وضع حقيبته و جلس على الطاولة و فتح ملفآ كان في يده.
قال، بصوت جهوري، أقترح عليكم اليوم نقاش موضوع، أجلته كثيرآ و لكن ما يدور على حدودنا و ضد بلدنا، فرض على طرح وجهة نظري للنقاش و رميها في الفضاء الأكاديمي العام.
دعوني، إبدأ بالمسلمة التالية "...نسمع كثيرآ بالمصطلحين التاليين....الوطني و المواطن...هل، فكر، أحدكم في الفرق بين هذين المصطلحين؟
...المواطن، يا سادة، إنسان داخل وطن....و الوطني، إنسان، داخله وطن".
صمت القبور، داخل القاعة.
أنا، شخصيآ، لو سألني، أحدهم، قبل دخولي لهذه القاعة، عن الفرق بين الوطني و المواطن، أعتقد، - جازمآ- ، بأنني أعرف الفرق بين هذين المصطلحين و بكل وضوح.
ما شد إنتباهي في بداية محاضرة الرجل ، هو دقة و خفة و أناقة الوصف.
المواطن، إسم و يعرب كإسم و الوطني، صفة و يعرب كصفة.
و للإمعان،في ترويض المصطلحات و هز جذورها، قال " المحاضر " و هو ينظر في أعين الحضور، " يا، سادة، هل تعرفون، بأن كل وطني، هو بالضرورة مواطن و لكن، ليس كل مواطن، وطني...؟".
" المواطن، يحمله وطن و الوطني يحمل وطنآ".
و من ثم ، قال عبارة، أضحكت الحضور...المواطن، جلد أفعى، يبدله حسب الفصول و الوطني، غطاء سلحفاة، يحمله في حله و في ترحاله.
السلحفاة، قد تتأخر و لكنها ستصل و الأفعي، قد تصل و لكنها ستتأخر .
الجميع في إنتظارها بعصيهم و بفوؤسهم.
إن، نجت من عصا، لن تنج من فأس.
جعلنا الله و إياكم من" السلاحف" و ليس من الأفاعي.
دعوني، إستمتع ببقية المحاضرة.
دكتور : بيبات أبحمد.
موسكو.