القائمة الرئيسية

الصفحات

إفريقيا تطرد فرنسا والمروك يُرحب.


على عكس المملكة المغربية أوعشيقة فرنسا المذللة كما يطلق عليها الساسة الفرنسيون، دول افريقيا الحرة تتتابع على طرد فرنسا من القارة وتقضي على احلامها في العودة ولو من باب المروك.
بعد مالي والنيجر وبوركينافاسو، دولة اتشاد تعلن اليوم في بيان رسمي عن إنهاء الوجود الفرنسي في البلاد وآخر هذه القرارات، إعلان وزير الخارجية التشادي، عبد الرحمن كلام الله، أمس، عن أن بلاده ألغت اتفاقيات التعاون الأمني والدفاعي مع فرنسا"، وذلك بعد ساعات قليلة على زيارة نظيره الفرنسي جان نويل بارو لنجامينا مما يُعتبر إهانة للتكبر الفرنسي.
وجاء في بيان نشرته الوزارة على صفحتها إنّ "حكومة جمهورية التشاد تبلّغ الرأي العام الوطني والدولي بقرارها إلغاء اتفاقية التعاون الدفاعي الموقعة مع الجمهورية الفرنسية"
دولة السينغال هي الأخرى تؤكد نهار أمس الخميس على لسان رئيسها المنتخب مؤخرا السيد باسيرو ديومايي فاي بأن " الوجود العسكري الفرنسي في السنغال يتعارض مع السيادة الوطنية" وقال في تصريح رسمي للصحافة " إن السيادة لا تتفق مع وجود قواعد عسكرية أجنبية"
هكذا، بقرارات شجاعة وجريئة تُسقط النخب الشابة التي صعدت الى السلطة في بلدان الساحل والسنغال العباءة الفرنسية المتسخة وتمرغ عنجهية وغطرسة فرنسا في الوحل. قرارات مفاجئة تصفع مهندسي السياسة الفرنسية في إفريقيا، بحيث الى حد كتابة هذه السطور لم تنبس الخارجية الفرنسية ببنت شفة حول القرار التشادي الذي أعلن عنه بعد ساعتين من مغادرة الوزير الفرنسي للخراجية لعاصمة النجامينا ، كما لم ترد الحكومة الفرنسية على إعلان الرئيس السنغالي إنهاء القواعد العسكرية الفرنسية سوى أن الرئيس ماكرون بعث برسالة تودد و مجاملة يعلن فيها اعتراف فرنسا المتأخر بالجرائم التي ارتكبتها في حق الجنود السنغاليين الذين قاتلوا الى جانيها بعد مطالبتهم برواتبهم بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية حيث حشروا المساكين في ساحة بباريس وأطلق عليهم النار جميعهم.
إن طرد فرنسا من الغرب الأفريقي بالكامل، يعد ضربة موجعة لفرنسا في وقت يعرف اقتصادها انهيارا لا مثيل له ، ومما يعقد الأمور على وكر الاستعمار والحقد على الشعوب هو أنه لا بديل لفرنسا عن أفريقيا وبالتحديد إفريقيا الفرنكوفونية ويبقى السؤال المطروح أين هو مفتاح الرجوع الى افريقيا؟ من هي الدولة التي ستعارض التيار الأفريقي الجارف لغرور فرنسا، وتبسط السجاد الأحمر لتمر عليه الخبيثة فرنسا علها تتسلل من جديد الى قارة الأحرار؟

لا شك أن الجواب لا يختلف عليه اثنان: هي دولة المروك ، التي فرح برلمانيوها ووقفوا طويلا يصفقون للميسيو ماكرون وهو يحتقرهم ويهينهم بتذكيرهم بتاريخ وعظمة فرنسا وأبُوتِها على المغرب وكأني به يقول للمغاربة في وجوههم مادام تمثال المريشال ليوطي مؤسس دولتكم الحديثة وواضع علمها ونشيدها الوطني قائما بينكم في واجهة القنصلية الفرنسية بالدار البيضاء، فأنتم عبيد وخدام لنا. من هذا المنطلق وبعد تقزيم وجودها في الغرب الأفريقي تسعى فرنسا في محاولة يائسة الى جعل من محميتها المروك مطية نحو افريقيا بانتهاج الحرب الهجينة عوض التصادم مع هذه البلدان. لكن لا المغرب في الموقع الذي يمكنه من ذلك ولا فرنسا جاءت في الزمن المناسب.

فالمغرب في موت سريري، يقتات على الديون الخارجية التي تجاوزت المئة بالمئة من الدخل الوطني الخام والصراع على أشده في قمة هرم السلطة والاحتقان الشعبي وصل ذروته حسب المصادر المغربية نفسها. إذن نحن أمام باخرة تُبحر بلا ربان وسط بحر بلا شواطئ وفرنسا المكرونية ا ليست بحال أفضل من المروك ونائمة على أحلام العظمة وأساءت تقدير العقل الأفريقي وقدرته على فهم لعبة الأمم في جيوسياسي الكل يخطب فيه ود الأفارقة، بالتالي فرنسا أتت متأخرة جدا والمروك ليس هو حصان العود الى إفريقية. فالحرب في الصحراء الغربية تستنزف النظام الملكي يوما بعد آخر وتجعله عاجز عن قيام بأي دور فضلا على أن الأفارقة سينعتونه بالأصبع باحتوائه للبعير الأجرب - فرنسا - التي طردوها بغير رجعة ولسان حالهم يردد: لا لفرنسا ولو رحب بها المروك.
بقلم: محمد فاضل محمد سالم الهيط

إذا أعجبك محتوى الوكالة نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الاخبار السريع ليصلك الجديد أولاً بأول ...