بعد سقوط نظام الأسد في سوريا، بدأت المهتمون يتساءلون ماهي قطعة الدومينو أو الشطرنج التالية التي ستسقط، وما هي الدولة الإسلامية أو العربية القادمة التي تم التأشير عليها بالأحمر لتكون الهدف التالي؟ بعد التجوال على خارطة الوطن العربي والاسلامي، اتفق الجميع أن الدولة الوحيدة التي لازالت مُمانِعة ومحافِظة على سيادتها، ولازال رأسها مرفوعا هي الجزائر، وأنه سيتم استهدافها. حول هذه النقطة بالذات، وجب التذكير أن الجزائر مستهدفة منذ سنة 1962م، وأن فرنسا وأذنابها في المنطقة، خاصة المخزن، فعلوا كل شيء من أجل تدمير الجزائر وتقسيمها، ولا يوجد مخطط جهنمي إلا وفكروا فيه وحاولوا تنفيذه. وإذا كانت الممانعة والسيادة هما المقياس الذي نعتقد، جميعا، أنه يجب أن يتم توفره في دولة حتى يتم استهدافها فهذا قد لا يكون صحيحا تماما إذا درسنا بتروٍ ما حدث في الدول التي سقطت من قبل. من التجارب السابقة، يتم استهداف الدول التي تتوفر فيها شروط الاستهداف وهي: أولا، الدول التي تعفنت من الداخل، والتي تحكمها أنظمة استبدادية قديمة، والتي ملت منها شعوبها، خاصة الدول التي يصبح فيها أولاد العائلة الحاكمة هم الحكومة وهم الوزراء وهم المسيطرون على الاقتصاد ولنا أمثلة في صدام، القذافي، الأسد ومبارك زووو. الثاني، الدول التي يئست شعوبها من فسادها، وأصبحت تحلم أن يحكمها الشيطان بدل العائلة الديكتاتورية التي تحكمها، والثالث هو قدرة التدخل الخارجي على اختراق الجبهة الداخلية للدولة المتعفنة، خاصة اختراق القوات المسلحة وشاهدنا هذا جليا في العراق وليبيا وسوريا التي تبخرت جيوشها في الدقائق الأولى، والشرط الرابع هو استعداد الشعب للحرية الانعتاق. هذه الشروط أو العوامل لا يبدو إنها متوفرة في الجزائر، وهذا يجعلنا لا نرى أنه يمكن استهدافها بسهولة في الوقت الحاضر. هذا لا يعني إنها غير مستهدفة؛ بالعكس، هي أكبر بلد مستهدف، والمؤامرات ضدها تحدث كل لحظة، وما يمنع استهدافها هو أنهم لا يستطيعون هزيمتها.
وإذا كنا، طبقا لما قلنا سابقا، نعتقد أن الجزائر المحمية بالله ليست هي البلد التالي الذي سيسقط، فإننا من جهة أخرى نرى أن المغرب هو الأقرب للسقوط إذا كان شعبه-فقط شعبه- يرغب في تغيير الوضع المزري الذي يعيشه. كل شروط/عوامل السقوط التي ذكرنا سابقا نجد إنها كلها متوفرة الآن بقوة في المملكة المخزنية. أولا، هذا البلد محكوم بعصابة مالكة تستولي على كل شيء، ويسيطرون على كل شاردة وواردة في البلد، وثانيا بلغ التعفن والاحتقان الاجتماعي والفقر درجة لم يعد ممكنا معها أي دواء، وثالثا العامل الخارجي وهو الحرب التي يخوضها الصحراويون ضد الاحتلال المغربي، الرابع هو تصدع الجبهة الداخلية خاصة عصيان منطقة الريف التي بدأت تتحرك وتطالب بتقرير مصيرها. العامل الوحيد المتبقي هو هل الشعب المغربي له الشجاعة كي يطالب بالحرية ويخرج من الوضع الذي يوجد فيه مثلما فعلت الشعوب قبله؟ ولا أظن.
السيد حمدي يحظيه