إحتضن البرلمان البريطاني ندوة حول الصحراء الغربية أمس الإثنين على ضوء الأحكام الأخيرة لمحكمة العدل الأوروبية التي تقضي ببطلان إتفاقيات الشراكة بين الإتحاد الأوروبي و المغرب.
الندوة التي نظمتها حملة الصحراء الغربية بالمملكة المتحدة حضرها النائب المستقل جيريمي كوربين ورؤساء الجمعيات المنظمة واعضاء من السلك الدبلوماسي وصحافيين وطلبة و عديد منظمات المجتمع المدني في المملكة المتحدة إلى جانب جمع من المتضامنين و الجالية الصحراوية في المملكة المتحدة.
و قد شهدت الندوة تقديم عرض مفصل عن أبرز النقاط التي تضمنتها أحكام محكمة العدل الأوروبية الصادرة في 4 من أكتوبر الجاري ألقاه الناشط المحفوظ محمد لمين بشري، و خلال مداخلته إستعرض المحفوظ أهمية هذا الحكم بإعتباره نهائي و غير قابل للطعن، مؤكدا على المرجعية القانونية للقضية الصحراوية بإعتبارها قضية تصفية إستعمار مبرزا تأكيد المحكمة على مبدأ موافقة الشعب الصحراوي على أي إتفاقية تشمل ثرواته الطبيعية.
هذه الموافقة - يضيف المتحدث - التي لا يمكن أن تتم إلا عن طريق ممثله الشرعي و المعترف به دوليا جبهة البوليساريو. العرض تطرق كذلك إلى واقع حقوق الإنسان في المناطق المحتلة من الصحراء الغربية أين تم إستعراض أبرز الإنتهاكات الموثقة في التقرير الأخير لمجموعة العمل الخاصة بحقوق الإنسان في المناطق المحتلة من الصحراء الغربية.
و في كلمته الختامية أكد ممثل جبهة البوليساريو بالمملكة المتحدة سيدي ابريكة شكر الجمعيات الخمس التي نظمت الحدث واثنى على التضامن الراسخ واللامشروط لصديق الشعب الصحراوي الوفي النائب جيريمي كوربين و شكر كذالك جمعية الحملة من اجل الصحراء الغربية.، مضيفا بالقول "نثمن عاليا المجهودات الجبارة التي قامت بها حركة التضامن مع قضيتنا العادلة منذ نهاية السبعينات وبالخصوص عندما قررت جبهة البوليساريو التصعيد في المعركة القانونية انخرطت الجمعية في هذا المصار بقوة وواجهت الحكومة البريطانية بقوة القانون رقم صعوبة الظروف وقلة الامكانيات لاكن سلاح عدالة القضية كان حاسما" .
واكد الدبلوماسي الصحراوي على أن الأحكام القضائية الصادرة مطلع الشهر الجاري من محكمة العدل الأوروبية تشكل إنتصارا عظيما للشعب الصحراوي و لمطالبه في الحرية و الإستقلال و تعتبر هزيمة ذريعة للمغرب و كل أنصاره في الإتحاد الأوروبي الذين حاولو بكل الطرق تقويض القانون و الشرعية الدوليين من خلال القفز على حق الشعب الصحراوي و مواصلة نهب ثرواته، مؤكدا أن هذا الحكم سيشكل قاعدة أساسية تنضاف إلى ترسانة الأحكام و القوانين التي يتسلح بها الشعب الصحراوي و جبهة البوليساريو في كفاحهم العادل وان الجمعيات والبرلمانيين الحاضرين معنا ساهمو في نجاح المهمة و انه ينبقي الاستمرار على نفس النهج وتظافر الجهود كون المعركة من اجل انتزاح حقوق الشعب الصحراوي مستمرة ولا تتوقف حتى تحقيق تقرير المصير والاستقلال.
الندوة أختتمت بالتأكيد على ضرورة مواصلة النضال بكافة الطرق و الوسائل خاصة في المملكة المتحدة التي عرفت بموقفها المبدئي من دعم مبدأ تقرير المصير لصالح لشعب الصحراوي كأساس لأي حل اممي و هو الموقف الذي طالب المشاركون الحكومة الجديدة بالمحافظة عليه و تعزيزه من خلال الضغط على المغرب للإنصياع للشرعية الدولية و مطالبتهة بإنهاء إحتلاله اللاشرعي لأجزاء من تراب الجمهورية الصحراوية و الوقف الفوري لإنتهاكات حقوق الإنسان و نهب الثروات