يتعرض المتصفح الصحراوي عبر هاتفه المحمول في كل يوم الى سيل من الاخبار مصدرها شبكات التواصل الاجتماعي التى يتخذ منها المخزن نافذة يسعى من خلال الى تدمير الروح المعنوية وزرع البلبلة والفوضى في اوساط الجماهير.
و تأخر القائمون على الملف الاعلامي في التكيف مع منطق الإعلام الرقمي من حيث المعالجة والخطاب والوسيط يعمق ازمة الخطاب الوطني ويجعله غير قادر على التصدى للدعاية المخزنية المتخصصة في صناعة الفبركة الاعلامية وتزيف الحقائق ونشر المغالطات.
يمثل الإعلام في عصرنا هذا السلاح النووي الناعم في الحروب والصراعات فمن خلاله يمكنك ان تسحق العدو دون ان تطلق رصاصة واحدة فأين يكمل الخلل في منظومة الخطاب الوطني الصحراوي؟
- الخطاب والمكاسب المحققة:
يستمد الخطاب قوته في التأثير والتوجيه والحشد والانتشار من المكاسب المحققة في مختلف ميادين الفعل النضالي الوطني، فكلما وجدت المكاسب السياسية و العسكرية والدبلوماسية تعززت قدرة الخطاب على التأثير وكلما تراجعت كان العكس هو الصحيح.
- الخطاب وسلوكيات الاطر:
انعكست فترة مابعد وقف إطلاق النار على جاذبية وشعبية الاطر في الحركة والدولة وتراجعت قدرتهم على التأثير في الجماهير واستهلك بعضهم سياسيا واعلاميا وسط الجماهير.
- التكيف مع الإعلام الجديد:
مازال القائمون على الملف الاعلامي يعتمدون على وسائل الإعلام التقليدية كالتلفزيون والاذاعة اللذين هاجرهما الجمهور نحو وسائط الإعلام الجديد كالفيسبوك والتكتوك وغيرهما وتحولت هذه الأخيرة الى المصدر الأول للمعلومة في المخيمات.
- صناعة الخطاب وثقافة التخصص:
انتشرت في السنوات الأخيرة ثقافة تشكيل لجان التفكير ورغم أهمية هذه اللجان الا إنها تنطلق من مقاربة غير واقعية تقترب اكثر من العشوائية في الطرح و المعالجة وتبتعد اكثر عن ثقافة التخصص التى تعتمدها الدول في اعتماد خبراء مختصين في الميدان محل الدراسة والناس.
- #الانترنت و #سقوط_المفهوم_القديم_للدول:
فقدت الدول قدرتها على السيطرة على الرأي العام ودخلت وسائط جديدة لا تعترف بالحدود ولا بالدول واصبح شخص مجهول في اندونسيا قادر ان ينشر الاشاعات والاكاذيب ويحرض الجمهور المتلقي في تيمور الشرقية.
علينا ان نحترم ثقافة التخصص فالسياسي لايمكن ان يكون خبير في الطب ومخطط عسكري ومنظر سياسي ومختص في الإعلام التقليدي والأعلام الجديد في نفس الوقت ولذا على السياسيين أن يحترم منطق التخصص أثناء اعتماد هذا النوع من اللجان.
الأستاذ علالي محمود الشيخ