القائمة الرئيسية

الصفحات

عندما تخذل السياسة السلاح .. خذلانهم و خذلاننا.


بسم الله الرحمن الرحيم!
عندما تخذل السياسة السلاح .. خذلانهم و خذلاننا.   
....أعتقد، بأن السياسة خذلت السلاح في حرب أكتوبر، و لا أقول" خانته".
الأستاذ، محمد حسنين هيكل.
أول مرة، ألتقي فيها بهذه العبارة, كانت في كتاب للأستاذ هيكل, يتحدث فيه عن حرب اكتوبر، سنة 1973.
هناك، مسلمة في العلوم السياسية و في العلاقات الدولية، تقول بأن، الحرب هي إمتداد للسياسة بوسائل خشنة.
نحن، الصحراوييون مثلآ، قبلنا - أو فرض علينا إسكات بنادقنا.
جزء من الحديث في هذه القضية، سابق لأوانه و جزء منها فات أوانه.
الجزء، ألذي فات أوانه، إذا عدنا له، قد يسبب لنا أزمة و الجزء السابق لأوانه، إذا خضنا فيه قد يسبب لنا مشكلة.
أعصابنا، الآن أضعف من أن تتحمل أزمة أو أن تخوض في مشكلة.

في كل الحروب و الأزمات، و عند الشعوب و الأمم الناضجة فكريآ و سياسيآ و عند جلوس الأطراف على طاولة المفاوضات، يجب ان تصون السياسة حق السلاح و كرامة السلاح و شرف السلاح.
يجب، أن يحافظ المفاوض على ما إنتزعه المقاتل بسهره و بعرقه و بدمه.
أرفد الوغرة و أسهر و أزحف و تسلل و أردم من الرفاق و لصحاب و الرجالة الزينة، لملانة
 منها وديان و أفدر و سهول هذا الوطن العزيز.
سأل دم من فارقنا و سالت دموع من بقى معنا.
أرضنا، روتها دماء و دموع رجال صدقوا.
لن يسامحوننا، إذا فرطنا فيما تركوا.
تركوا، القضية في أوج فورانها و عزتها و تألقها.
أترابكم، يحرق بيكم، لم يجف فيها دم شهيد، إلا ليسيل عليها دم شهيدآ آخرآ.
أرض معمدة بالدم.
يجب أن يفهم و يعرف صاحب" الكوستيم"، بأن كوستيمه تم نسجه و خياطته من قماش إجساد رجال، لن يعودوا.
إذا، لم يكن تحت كل "كوستيم"، " أتري"، لا يراه إلا المفاوض، فإن المفاوضات محكوم عليها بالفشل والخسران سلفآ.
تعالوا، نذهب لآخر الأمثلة و أكثرها حدة.
إنه" طوفان الأقصى".
مازال الكثيرون- و مع كامل الأسف-، نحن منهم، لم نعط للحظة التاريخية التي نعيش ألآن، لم نعطها حقها من التركيز و التحليل و التدقيق و الإستنباط والاستشراف.
هناك، الشئ الكثير، يمكننا، نحن الصحراويون الإستفادة منه في عملية" طوفان الأقصى".
الكثيرون، مازالوا عاجزين عن فهم الرصيد الهائل الذي وضعه" طوفان الأقصى" في" بنوك" حركات التحرير و الشعوب التواقة للإستقلال.
أهم نصر حققه" طوفان الأقصى"- من وجهة نظري-، كان نقل السلاح الفلسطيني من وضعية الدفاع الى وضعية الهجوم.
نحن، كذلك بعد 13 نوفمبر، إنتقلنا من وضعية الجمود لوضعية الهجوم.
في الحقيقة، كان هناك هجومان.
هجوم على المحتل و هجوم على " العقل الجمعي " للمجتمع الدولي.
عودتنا للحرب، كانت نقلة إستراتيجية، نوعية على مستوى الوعي و على مستوى الميدان.
هل، قمنا بكل ما كان يجب علينا فعله؟
ذلكم، سؤال سنتركه للتاريخ.
هل، عندما وافقنا على وقف إطلاق النار سنة 1991، *" خان"، ساستنا سلاحنا*.
سؤال، آخر سنتركه للتاريخ.
أتمنى، أن يتحملني التاريخ، فقد حملته اليوم أكثر مما يحتمل.
تعبنا من مناورات المحتل و كفرنا بالمجتمع الدولي. 
يا أهلي و رفاقي و أصحابي، يجب علينا اليوم التعامل مع عودتنا للكفاح المسلح كفرصة و ليس كأزمة.
سأتفق، مع من يقول، بأننا *لم نكن جاهزين* لهذه" الفرصة".
*لم نعد لها العديد و العتاد*.
و لكن التاريخ، يبدأ ككوميديا و إذا قمت *بتكرار نفس الأخطاء*، يتحول لمأساة.
كل، إنتصارات الشعوب، ولدت من رحم مأساة. 
ينقصنا، فقط القليل من الخيال السياسي و الكثير من" الكوراج".
الشعب مستعد لهذه المعركة.
ننتظر، رأي القيادة.
لا تخذلوننا *مرة اخرى* و تحت أي ظرف.
أعصابنا، لم تعد تحتمل.
دكتور: بيبات أبحمد.

إذا أعجبك محتوى الوكالة نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الاخبار السريع ليصلك الجديد أولاً بأول ...