أثناء استقبال الرئيس الموريتاني المنتخب المشاركين في حفل تنصيبه من الشخصيات الرسمية العليا في مختلف الدول والممالك التي استدعيت للحفل. تفرد الرئيس الصحراوي بلقطة المرور من خلف ظهر الرئيس الموريتاني بدل المرور أمام وجهه. وجد البعض منا في اللقطة مازعم انه محاولة الرئيس الموريتاني تقزيم الحضور الصحراوي او بعبارة حسانية "مستثقل حضورنا" وذلك مجانب للصواب فلو كان الرجل "مستثقل حضورنا" كان بإمكانه ألا يستدعينا اصلا.وكفى الله البيظان شر تفسير كل شيء.
مرور الرئيس الصحراوي من خلف ظهر الرئيس الموريتاني إن كان عفويا او مقصودا فهو في كلا الحالتين فضيلة تذكر للرئيس وهي خصلة صحراوية ضاربة في العمق تؤكد مقدار الإحترام الذي قابلنا به دعوة الرئيس الموريتاني.
يولي المجتمع البيظاني عامة للوجه مكانة خاصة وتقدير قوي عكس بقية شعوب الجوار. اغلبنا تقريبا يحفظ ابيات قصيدة الشاعر البيظاني الكبير امحمد ولد هدار.
يامحمد نختير انوصيك
واسمع لوصاية يامحمد
لاتستهون شي شين اعليك
وافطن لخبار الا تردد
الى ان يقول..
واحذر لاتقعد فوجه حد..
حتى الأمثلة الشعبية تؤكد أهمية الوجه وعلو كعبه.
الإبل تعظ الا الگدامي منها..
مثل حرمة المرور بين يدي المصلي تجرم التقاليد الصحراوية المرور امام وجه ايا كان. بالمحصلة كان مرور الرئيس موفق وعميق وتلك رسالة مهمة لان البرتكول ليس كتاب مقدس او كاتلوغ جاهز للبلع دون تفكير.
جزء من أهمية البرتكول أن ينبع من تقاليد المجتمع ويحمل عمق الأصالة وبضع من المعاصرة. وفي فيديو استقبال الرئيس الموريتاني المنتخب شاهدنا بعضا من الزوار يتأبط زيه التقليدي مثلا رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي والرئيس الغامبي وظهر أيضا أحدهم بسحنة شرق آسيوية وهو ينحني قليلا تحية للرئيس مايعكس حرصه على تقاليد بلده.
بين تقاليد الأمم ونمطية البرستيج فإن البرتكول ثقافة اولا قبل أن يكون مجرد تتبع سنن الآخرين.
بقلم الاستاذ: احمد بادي