قبيل ساعات الفجر الأولى 6 أغسطس 2024، تحركت قوات خاصة أوكرانية في إتجاه الحدود الروسية.
المجموعة، كانت رأس حربة لقوات مكونة من مختلف التشكيلات العسكرية، بدأت هي الأخرى في التحرك شرقآ في ليلة صيف.
شهر أغسطس و إسم " كورسك"، شهر و إسم مرتبطان في الذاكرة الجماعية الروسية بتراجيديا الغواصة النووية الروسية" كورسك"، K - 141 ألتي غرقت بكامل طاقمها في مياه بحر" بارنتس" 13 أغسطس سنة 2000 .
و ها هو أغسطس، مرة اخرى يخون الروس و ها هي " كورسك" تملأ الدنيا و تشغل الناس.
" كورسك"، تضرب العقل الجماعي الروسي مرة أخرى.
إستيقظ سكان القرى الروسية المحاذية للحدود الأوكرانية على دبابات و ناقلات جند و محطات تشويش إلكتروني تتجه نحو الشرق.
سكان قريتي" سودجا" و" كورينوفو"، من أيام الحرب العالمية الثانية، لا يتذكروا، بأنهم رأوا أرتال معادية تتجه نحو الشرق.
عبور الآليات و الجنود الأوكران، شكل ضربة قاسية للهيبة و للأنفة العسكرية و الأمنية الروسيتين.
دولة، تملك أكبر مخزون للأسلحة النووية، مساحتها خمس مساحة اليابسة و يحدها إحدى عشر بحرآ و تنام و تستيقظ على أكبر مخزون للنفط في العالم و على ثاني أكبر مخزون للغاز و مصانع السلاح تعمل ليل نهار و غواصاتها النووية تجوب محيطات العالم و بحاره و خرجت منتصرة من حربين عالميتين.
و في فجر ليلة دافئة، تجد نفسها مرغمة على قول شيء لشعبها و قول شيء لأعدائها.
العقيدة العسكرية الروسية الجديدة تقول، بأن روسيا تملك الحق الأخلاقي و القانوني بإستخدام الأسلحة النووية التكتيكية و الإستراتيجية في حال شعرت بأن أمنها القومي أصبح مهددآ، حتى لو لم يتم إستخدام السلاح النووي ضدها.
صقر" الضربة النووية الإستباقية" سيرجي كاراغانوف"، اليوم هو أحد مستشاري الرئيس" بوتين" الأقوياء.
هل تم المساس بالأمن القومي الروسي؟
لا....
هل تم المس بالنخوة و بالهيبة الروسية؟
نعم.
لن يسمح" الغرب الجماعي" لروسيا بالتمدد و بالزحف على إفريقيا.
بحر الصين و جنوب شرق آسيا، أصبحوا مناطق عالية التوتر.
هل تعرفون مثلأ، بأن إقليم" كالينينغراد"، هو إقليم روسي في خاصرة أوروبا الشرقية و الأسلحة النووية التكتيكية و الإستراتيجية، هناك أكثر من السكان.
قاعدتا" حيميم " و " طرطوس"، صارتا شوكتين في حلق الأسطول الأمريكي الخامس.
الهجموم على منطقة" كورسك"، قد يعطي جرعة من الثقة بالنفس لصناع القرار في أوكرانيا و لداعيميهم في الغرب، و لكنه لن يغير الكثير من النتيجة النهائية للمعركة.
عسكريآ، المعركة محسومة سلفآ.
المعركة، اليوم تدور على الوعي
معركة" روسيا" اليوم، ليست مع "أوكرانيا"، و لكن مع حلف" الأطلسي" و مع "الغرب الجماعي".
الروس، يتسامحون في كل شيء، ألا في الهيبة.
أعتقد، بأن الرد الروسي، سيكون بالمزيد من الضرب للعاصمة الأوكرانية" كييف" و ل " خاركوف" و ل" لفوف"، كقواعد خلفية للقوات المهاجمة.
أنا هنا لا أقصد مخازن السلاح و الإمداد، إنما معنويات جنود يضربون في" كورسك" و تضرب كل بناهم التحتية و اللوجستية، من ماء و كهرباء و محطات الكهرباء.
إنها حرب، ضرب مقومات صمود العائلات، لجنود في الجبهات.
نحن في إنتظار معركة ستدور رحاها في الجو .
." F- 16", ضد " SU- 35"
إنها المعركة الأخيرة في" ملحمة" التمدد و الإنكماش الدوليين.
ستختفي دول( بضم حرف اللام).
لن يغامر الغرب ب " فضح"ضعف الكثير من سلاحه.
" الباتريوت"، فقد عذريته.
الدبابات، تحولت إلى أكوام من " الخردة".
" بوتين"، أشار قبل شهر، بأنه هو كذلك سيسلح أعداء الغرب، بأسلحة كاسرة للتوازن.
أعتقد، بأن مخازن" الحوثيين"، الآن تحوي كمية كبيرة من هذا" التهديد".
زيارة، مستشار الأمن القومي الروسي" سيرجي شايغو" لطهران قيل أيام، سيمنع النوم عن عيون الكثيرين من صناع القرار في الغرب.
سياسة" ضبط النفس" الروسية، صارت مضرة للعقلية و للنفسية الروسيتين.
الروس، على خلاف الإيرانيين، لا يتمتعون بالكثير من الصبر الإستراتيجي.
العقلية، الأمنية الروسية، عقلية تكتيكية بإمتياز.
هناك، الآن عقول لا تنام.
عقول في " طهران " و عقول في" الضاحية الجنوبية " و عقول في" موسكو".
الإنتقام، طبق" يقدم باردآ.
الروس و الإيرانييون و الإخوة في" حزب الله" لا ينامون، و لكن هناك عيون أخرى لا تنام.
إنها العلاقة الجدلية، بين الصبر الإستراتيجي و الصبر التكتيكي.
حدسي، يقول لي، بأنها ستنفجر في مكان ما.
في الحروب و في السياسة حسابات الحقل تختلف عن حسابات البيدر.
معركة" كورسك"، ستكون بداية النهاية للمغامرة الغربية في" أوكرانيا"، أو نهاية التمدد الروسي نحو الغرب.
الجغرافيا، اليوم هي ألتي تحدد سير التاريخ.
د : بيبات أبحمد.