القائمة الرئيسية

الصفحات

" أمنين يشيان النهار...."


بسم الله الرحمن الرحيم!
" أمنين يشيان النهار...."
في لحظات عدم اليقين, و أنا أعتقد - جازمآ - , بأننا الآن في إحدي هذه اللحظات, تتقدم نخب ( النخب السياسية و العسكرية و الأمنية و العلمية و الأكاديمية ) , تتقدم الشعوب و المجتمعات و الأمم الصفوف غريزيآ - كل من مكانه - , و تبدأ في البحث عن مكامن الضعف و عن عوامل التمكين.
الشعب الصحراوي ليس إستثناءآ, و خلال سنوات الحرب الأولي , تمكن من تكوين قوافل من الشباب في مختلف التخصصات و في مختلف الميادين.
زبدة , هذه السنوات هي ألتي تشكل نخبة اليوم.
قد يجادل أحدهم و يقول بأن الدولة و الحركة  فرطتا في " مخيظ" الأمس و بأنهما عندما إحتاجتا لهذه النخبة, كان الوقت قد فات.
لن أجادل.
سألت أحد قادة البوليزاريو عن رأيه في رفاق دربه في القيادتين السياسية و العسكرية للبوليزاريو و تكلم بكل صدق.
أتذكر جيدآ ما قاله هذا القائد , و لكن ما علق في ذهني, كان رأئه, عن الشهيد محمد عبد العزيز, رحمة الله عليه.
قال"محمد, بما له و ما عليه, فيه صفة, ما إقد راجل يحسدها لو, أمنين يشيان النهار و يشيان تخمام الرجالة, يزيان تخمام محمد".
لا يجادل إثنان في أن التقصير أو التقاعس أو الإشكال ليس في الشعب الصحراوي.
التقصير و التقاعس و الإشكال اليوم في القيادة السياسية و في النخب.
13 نوفمبر ليس عنا ببعيد, عندما نادى الوطن, ألا حيا علي الجهاد , حى على الكفاح, تنادى أولاد الصحراويات زرافات و وحدانا و هبوا لحمل السلاح من كل فج عميق.
صلطحوا روسهم و درمزوا وتاتهم و إتجهوا غربآ.
رغم الغربة و مصاعب الحياة, لم يضيعوا بوصلة الوطن.
تركوا عائلاتهم و حصاد سنون " اللاحرب و اللأسلم" و هبوا لنصرة الوطن.
يعرفون كتائبهم و فصائلهم و أرقام أسلحتهم و يعرفون العدو ويعرفهم.
إلتقي رفاق الأمس , كأنهم لم " إباتوا " ظلمة ليلة خارج وحداتهم.
و لكن ليام و الليالي ما يمشوا هاكاك.


ذاك الجيل قدم ما عليه .
علي الأجيال اللاحقة أن تقلع عن روؤسها و تتقدم الصفوف.
و عليه , وجب علينا ترك الشعب الصحراوي جانبآ, لأنه خلال سنوات الحرب و سنوات "السلم", أثبت بأنه شعب ليس له مثيل في الصبر و في العطاء و في الإقدام و في تحمل عاتيات الزمن .
كثر , الحديث في الأيام الأخيرة عن المؤسسة العسكرية.
إذا رأيت شعبآ أو جهة أو شخصآ يطعن في مؤسسته العسكرية أو يجرها نحو " المرجة" فتأكد بأن هذا الشخص ضلت به السبل و بأن هذا الشعب يسير في ليل بلا نجوم و بأن هذه الجهة لا تريد الخير للوطن.
و عليه, دعونا نترك المؤسسة العسكرية و الشعب الصحراوي نظيفين, بريئن , مستعدين, فقد تحملانا كثيرآ و لا ندخلهما في صراعاتنا و في خلافاتنا و في إختلافاتنا و لا نحملهما أكثر مما يحتملا .
يديهما مساحات عن وجهيهما.
إذا كان هناك اليوم من يسبب صداعآ للقضية , فهما  القيادة السياسية و النخبة.
يجب وضع الأمور في نصابها.
لا مفر اليوم للشعب الصحراوي و قيادته و نخبه من وضع الأسئلة الصعبة ( ذكرت الشعب الصحراوي, لأن القيادة و النخب, إذا تقاعساتا, وجب على الشعب أخذ زمام المبادرة و تصحيح مسار القضية و إرجاعها لمنابعها و لوجهتها الصحيحة). 

لن أتحدث هنا عن طرق و آليات التصحيح و التغيير, لأنني , أؤمن أيمانآ عميقآ بأن القليل من النظام , خير من كثير من الفوضى ( الحديث, هنا يجري عن الأطر القانونية و الدستورية المؤطرة لأي تغيير).
و عليه, و عودة لموضوعنا, فإن ساعة النخب قد زفت و أن الدولة و الحركة علمتا و درستا و ثقفتا و دربتا من الرجال و النساء ما يمكنه حمل الأمانة اليوم - على ثقلها -.

لا تنظروا للماضي, لا تبحثوا عن تصفية حسابآ مع الماضي.
يجب علينا كجيل تحمل مسؤولياته كاملة, فقد إستثمر فينا الشعب الصحراوي الكثير.
في الوقت , الذي أكتب لكم هذه الحروف, أنا متأكد, بأن هناك من يجلس لعقد صفقة سلاح لقتل شعبنا و هناك من يفاوض على شراء أعداد ليست بالقليلة من طائرات"درون" لزيادة خسائرنا و هناك من يشوه جسد أرضنا بالخنادق و بالقواعد و بالأسلاك الشائكة و هناك من يزرع الخوف و الدمار و لحظات عدم اليقين في قواعدنا الخلفية و في مخيماتنا و في جالياتنا و في مناطقنا المحتلة.
عندما أضاع المسلمون , أرض الأندلس, بسبب" الوحلة في صغائر الأمور", جلس أحد الأمراء الذين ضاع ملكهم يبكي على ضياع تاجه....نهضت والدته و مسكت كتفيه و هزته و قالت له, " لا تبكي كالنساء, ملكآ لم تستطع الحفاظ عليه كالرجال".
حافظوا على وطنكم و علي شعبكم كرجال.
التاريخ كافر.
في هذه الأيام الحارة, يجب أن"يطرطق"في الشعب الصحراوي, رجلآ " أمنين يشيانوا النهارات أو يشيان تخمام الرجالة, يزيان تخمامو هو".
و راهو مفصول فيه.
دكتور , بيبات أبحمد.

إذا أعجبك محتوى الوكالة نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الاخبار السريع ليصلك الجديد أولاً بأول ...