الوقت ليس فقط من معيار الالتزام أو الانضباط، بل باعتبار الوقت عنصر من عناصر القرار ويحسب كما تحسب الذخائر خلال المعركة أو أي مادة لوجيستيكية أخرى ناهيك عن كون الفرص قد لا تتعدى دقائق أو ساعات.
حرص الشهيد الولي على الوقت، دافعه في ذلك أولا وقبل كل شيء صرامته اتجاه نفسه وثانيا الحوافز الى تحركه والديناميكية التي يساير بها الاحداث الظاهر منها وذلك الذي يدركه باستشرافه ونباهته وبعد نظره.
يصارع الافكار والعقليات ويضحي بالجهد والراحة سعيا لأن يحشد الصحراويين وبخاصة الاطر الوسطى لتكون على نفس الوتيرة التي يتحرك بها ونفس قراءته للأوضاع وللأفاق والتحديات.
كانت المسافة الفاصلة شاسعة: الولي القائد الذي يتحرك بسرعة البرق ويستشرف ويغوص في عمق وأبعاد حقائق ومعطيات كل ظرفية سياسية أو عسكرية ويستكشف الفرص والمحاذير ويتعامل معها وكأنها ماثلة أمامه، ينقض على الفرص ويتلافى المحاذير ويبطل مفعول الخدع والشراك والمناورات.
أول مدرس للأطر المتوسطة كان الشهيد الولي، لم تكن موجودة مدرسة بالمعنى المادي – مرفق أو بناية – المدرسة اتي كان يديرها الشهيد الولي كانت فرص خلال وقت محدد ومكان معين هو المتاح: قد يكون تحت طلحة أو في خيمة أو في متسع من الاراضي الصحراوية - تلالها وديانها سهولها- حملهم الرسالة، ولقنهم الدروس السياسية والمفاهيم التنظيمية ومنها تثمين واحترام الوقت وسلحهم بالتحاليل الموضوعية عن الاوضاع المحلية والاقليمية والدولية، وحثهم على أن يكونوا فاعلين بصفتهم أداة للتنفيذ وأداة لتوعية وتأطير الجماهير للزج بها في تنفيذ الخطط والبرامج والمهام التنظيمية بما فيها ممارسة الرقابة الشعبية لدرء أي انحراف.
أمانة تركها على عاتق الاحياء ممن واكبوا تلك الحقبة الخصبة والنهضة غير المسبوقة.
بقلم: ابراهيم محمد محمود