في ذكرى انتفاضة الزملة التاريخية، غرد السفير الصحراوي بسويسرا ومنظمات الامم المتحدة بجنيف ابي بشرايا البشير بمقال جاء فيه : 17 يونيو 1970 - 17 يونيو 2024: مسيرة الألف ميل التي قطعتها جبهة البوليساريو
في ذكرى انتفاضة الزملة التاريخية، غرد السفير الصحراوي بسويسرا ومنظمات الامم المتحدة بجنيف ابي بشرايا البشير بمقال جاء فيه : 17 يونيو 1970 - 17 يونيو 2024: مسيرة الألف ميل التي قطعتها جبهة البوليساريو
على مدار العقود الأخيرة لفرض حق #الشعب_الصحراوي في تقرير المصير والاستقلال، لم تكن لتحدث، لولا الخطوة االعمالقة الأولى التي قطعتها حركة تحرير الصحراء (1968 - 1970) في تشكيل الوعي، تنظيم الجماهير واقتحام الميدان في الساعة الصفر؛
1. كان لحركة تحرير الصحراء بزعامة المُختطف محمد سيدإبراهيم بصيري الفضل الأكبر في تشكيل بدايات الوعي الوطني الصحراوي من خلال تأطير الإحساس الصحراوي الجماعي بالتميز والرفض العفوي لسلطة الأجنبي، والدفع به لتشكيل وعي جماعي، وبلورته لانتماء سياسي وطني بأهداف واضحة في التحرر والاستقلال.
2. حركة تحرير الصحراء كانت أول عهد الصحراويين بالتنظيمات السياسية بهياكل وخارطة طريق واضحة، تهدف إلى تعبئة الجماهير، تنظيمها بشكل سري وترصد الفرصة المناسبة لاقتحام الميدان.
3. بعد استحالة الحصول على أرضية توافق مع المستعمر ومع انخراط عدد كبير من الصحراويين في الحركة (تنظيميا أو معنويا) لم يتردد زعيم الحركة،في اتخاذ القرار بالعبور نحو لحظة الصدام مع المستعمر الإسباني ، انطلاقا من الوعي بضرورة نزع القناع عن وجهه الحقيقي أمام الجماهير، وهو ما حصل في #مذبحة_الزملة التاريخية.
4. لقد أحدث سقوط العديد من الشهداء برصاص الشرطة الإسبانية يوم 17 يونيو 1970 والتغطية الإعلامية الدولية الكبيرة التي رافقت المذبحة نقلة نوعية على مستوى الوعي الوطني الصحراوي داخل الاقليم وفي الجوار، وشكل يافطة المرور الكبرى نحو طريق التحرر التي تشير بأحرف عريضة إلى المقاومة الوطنية كسبيل وحيد للتحرر.
5. الموقف البطولي التاريخي لزعيم الحركة، حين رفض مغادرة #مدينة_العيون مصرّاً على مواجهة المستعمر كباقي مناضلي الحركة واعتقاله وتعذيبه وفقدان أي أثر له إلى اليوم، ساهم في تجذير تمسك الجماهير بأهداف الحركة وتوسيع دائرة التعاطف معها والتمسك بعهد زعيمها المُختطف.
6. توسُّع دائرة التعاطف واستمرار الزعيم حياً في ضمائر الجماهير ساهم في الحفاظ على الشعلة متقدة، والحاضنة السياسية والاجتماعية والأرضية التنظيمية خصبة وجاهزة في انتظار تنظيم جديد. ذلك التنظيم لم يتأخر كثيرا، وهو جبهة البوليساريو والتي اعتمدت، في نواة التأسيس الأولى والحراك الوطني فيما بعد، على قيادات من الصف الأول والثاني من حركة تحرير الصحراء.
7. وبالتالي، فالشجرة وارفة الظلال، الواقفة اليوم ممثلا شرعيا ووحيدا للشعب الصحراوي "جبهة البوليساريو"، لم تكن لتوجد ولا تخضرّ وتثمر لولا البذرة الصلبة التي غرستها حركة تحرير الصحراء وزعيمها محمد سيدإبراهيم بصيري، الذي جسد على أرض الميدان المقولة والعنصر الأهم لخلود الزعيم وإجماع الجماهير من حوله: "أنا لا أقول لكم تقدموا، بل اتبعوني".
هذه المناسبة، يجب أن تدعونا كتنظيم ونخب وطنية إلى التحرك، دون تأخير، للتأمين على الحركة ك"ماركة وطنية" مسجلة بأحرف من ذهب في تاريخنا الوطني المعاصر إزاء ما تتعرض له، وتتعرض له بدايات تأسيس البوليساريو، من التزوير ومحاولة التملك والمغالطة التي يقوم بها الاحتلال المغربي ، خلال السنوات الأخيرة. المثقفون والكتاب الصحراويون والمتضامنون مطالبون، أكثر من أي وقت مضى، بالتأليف وتدوين تاريخ الحركة واستغلال تواجد بعض من قادتها قبل أن يغيّبهم القدر المحتوم.