شاركت الجمهورية الصحراوية، صبيحة اليوم الأحد بمقر الاتحاد الأفريقي بأديس أبابا، في مراسيم إحياء الذكرى الثلاثين للابادة الجماعية التي ارتكبها النظام الرواندي السابق ضد أقلية التوتسي برواندا، والتي خلفت أزيد من مليون قتيل، ممثلة من طرف المندوب الدائم للجمهورية الصحراوية لدى الاتحاد الأفريقي، لمن أباعلي، مرفوقا بالسفير ماءالعينين لكحل، نائب الممثل الدائم، والسيد الرقيبي عبد الله، الملحق الثقافي والإعلامي.
وقام المشاركون في الحدث بمسيرة صامتة حول مقر الاتحاد، بحضور العديد من المسؤولين رفيعي المستوى بالاتحاد، إضافة إلى السفراء المعتمدين لدى أثيوبيا والاتحاد الأفريقي من جميع القارات، وموظفي الاتحاد والجالية الرواندية بأديس أبابا، تخليدا لذكرى الضحايا، وتعبيرا عن إدانة الاتحاد لجميع الأنظمة العنصرية، والأنظمة المتورطة في جرائم الحرب والجرائم ضد الانسانية التي وقف الاتحاد الأفريقي دائما ضدها.
وبعد انتهاء المسيرة، انطلق الحفل الرسمي بالقاعة الرئيسية للاتحاد، تحت إشراف نائبة رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، الروندية الدكتورة مونيك نسانزاباجانوا، التي ترأست الحدث رفقة مفوض السلم والامن، السفير بانكولي أيدوي، والسفير الرواندي لدى الاتحاد، والسفيرة الغامبية، التي تترأس مجلس السلم والأمن الأفريقي لهذا الشهر، وممثل عن الأمين العام الأممي، بالإضافة إلى الأمين العام لوزارة الخارجية الاثيوبية.
وتعاقب أعضاء رئاسة الحدث على المنصة الخطابية، حيث أجمعوا على فداحة التجرية التي خاضتها رواندا نتيجة لتورط النظام السابق في تشجيع خطاب الكراهية، والتفرقة العنصرية، التي أدت إلى ارتكاب جرائم ما تزال تشكل صدمة لكل من يطلع على فضاعاتها حتى اليوم.
وأجمع الخطباء على ضرورة استخلاص العبرة، وتحكيم لغة العقل في حل النزاعات الداخلية وبين الدول، وضرورة اعتماد الدول والاتحاد خطابا يدعو لنبذ الكراهية، والتفرقة، والتعصب، معتبرين أن السبيل الوحيد لذلك هو غرس مبادئ الديمقراطية والعدالة والحكم الراشد واحترام حقوق الانسان وتشجيع روح التعايش السلمي بين مواطني البلد الواحد، وبين دول الاتحاد، وتربية الأجيال على مبادئ الوحدة الأفريقية، والمبادئ الإنسانية.
ولم تخلً مداخلات الخطباء في هذا المنبر من انتقاد المجتمع الدولي على تقاعسه في حماية المدنيين، وعجزه عن الفعل العاجل لوقف المجازر التي ارتكبت في حق المدنيين آنذاك في رواندا، كما هو عاجز حاليا أمام المجازر الإسرائيلية في غزة بفلسطين، كما أن ممثل رواندا الدائم اتهم صراحة دول كبرى بغض الطرف عن الجرائم التي أرتكبها النظام السابق في حق المدنيين بأبشع الصور آنذاك.
من جهتها انتقدت السفيرة الغامبية ازدواجية المعايير في التدخل وفي حل النزاعات مستشهدة بما يحصل للشعب الفلسطيني بغزة والذي يتعرض للابادة الجماعية منذ ستة أشهر دون أي تدخل فعال أو حقيقي من المنتظم الدولي.
وفي ختام الكلمات الخطابية، عرض المنظمون مجموعة من الأشرطة الوثائقية التي تسجل شهادات الناجين من بشاعة المجازر العرقية والإبادة الجماعية في رواندا، وأغاني وأناشيد تمجد الضحايا، وتصر على الاحتفاظ بذاكرتهم حية لدى الجميع كعبرة لشعوب القارة لتفادي تكرار هذه الجريمة ضد الانسانية .
وقد عبر الوفد الصحراوي للمنظمين، وللسفير الرواندي، عن تضامن الشعب الصحراوي اللامشروط مع جميع ضحايا القمع، والإبادة الجماعية، مثمنا في ذات الوقت حكمة القيادة الرواندية الحالية التي عرفت كيف تتجاوز هذه المرحلة، وتطوي هذه الصفحة الأليمة من تاريخ رواندا، لتستبدلها بانطلاقة ديمقراطية، ونهضة اقتصادية حقيقية مبنية على تحقيق السلم الاجتماعي، وتربية الأجيال الجديدة على روح المواطنة والإخاء.