القائمة الرئيسية

الصفحات

شعارات الغرب : مجرد حاجة في نفس يعقوب


وإن سألوك عن شعارات الغرب الجذابة ، فقل كلها خدعة وكذبة وزائفة ، فالعالم  حسب ما هو سائد في الواقع محكوم بالمصالح فقط ، إما العدالة والديمقراطية وحقوق الإنسان ، فهي مجرد حق يراد به باطل ، والدليل على ذلك غياب العدالة في حل العديد من القضايا المشروعة كالقضية الفلسطينية والقضية الصحراوية لا الحصر  ، وإنعدام المشاعر الإنسانية تجاه ما يجري في فلسطين اليوم من إبادة جماعية ودمار شامل ، هذا فضلا عن تحكم هذا الغرب الفاشي في الديمقراطية طبقا لما يرضيه ويخدم مصالحه ، ولا يغيب عنا في الحديث عن هذه الديمقراطية التي يتبناها الغرب ، تلك التهم الجائرة التي يتم تلفيقها لكل المناوئين لسياساته الرعناء وظلمه السافر ، ونورد في هذا السياق كغيض من فيض تلك التهم التي لفقت للرئيس البرازيلي لولا دا سيلبا بغية منعه من الترشح ثانية للرئاسة في بلده ، وهو الذي زج به في السجن بعد أن خدم بلده وشعبه بإخلاص في عهدة سابقة لم يستكن فيها لإملاءات الغرب ولا لضغوطاته المتوالية ، كذلك تلك التي طالت الرئيس الباكستاني عمران خان الذي لاقى نفس المصير ومنع من الترشح للانتخابات الرئاسية الباكستانية الأخيرة بسبب تلك التهم الزائفة التي لا أساس لها في الواقع ، هذا علاوة على العديد من الإنقلابات الظالمة التي تم تنفيذها ضد رؤساء منتخبين من طرف شعوبهم ، منها ما نجح على غرار ما حدث لجاكوب أربيرنز مثلا في غواتيملا 1944 - 1954 وغيره ، ومنها ما فشل على غرار ما حدث مع تشافيز في فنزويلا في 11 أبريل 2002 ، وفي بلدان أخرى يشتم الغرب فيها رائحة الإمتيازات والموارد الطبيعية المهمة .
ومما لا شك فيه أن الفاعل الرئيسي في كل هذه المظالم والتجاوزات الخارقة للشرعية الدولية وللقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني ولكل مبادئ التسامح وقيم التعايش بين البشر ، هو الولايات المتحدة الأمريكية ذاتها التي تفرض هيمنتها المطلقة منذ أن تسيدت العالم في ظل الأحادية القطبية ، تلك الأحادية  التي تخدمها وتنفذ أجنداتها دول إستعمارية أوروبية مجبولة على التبعية لأمريكا ، وأخرى ضعيفة ومهمة بإستيراتجيتها تسعى فقط إلى الحفاظ على بقائها ضمن هذا العالم المتغول رغم ما يطالها من إبتزازات وإكراهات ، من أمثال دول الخليج العربي وغيرها من الدول التي أجبرت على الخنوع والعمالة في أسيا وأمريكا اللاتينية ، وفي إفريقيا من أمثال المغرب وغيره .
إذن بدون كسر شوكة الولايات المتحدة الأمريكية وفرملة ذلك الجموح المجنون لربيبتها إسرائيل ، وتجسيد التعددية القطبية الموعودة الرامية الى تحقيق التوازن في العالم  ، لن تتحقق العدالة ، ولن تستقيم الديمقراطية ، ولن تأخذ حقوق الإنسان مجراها الحقيقي ، وبالتالي لن يعم الأمن ولن يستتب الأستقرار وسيظل العالم بأسره رهن إشارة المارد الأمريكي وما تمليه مصالحه وطبيعة علاقاته مع الغير .
بقلم : محمد حسنة الطالب 

إذا أعجبك محتوى الوكالة نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الاخبار السريع ليصلك الجديد أولاً بأول ...