القائمة الرئيسية

الصفحات

بيغاسوس سبب مصائب سانتشيز، و تبادل الأدوار بين الرباط و تل أبيب لإستغلال الفضائح.


يقال بأن المصائب غالباً لا تأتي فراد، و الظاهر أن المثل ينطبق على رئيس الحكومة الإسبانية، الذي حُصِرَ من كل إتجاه، بقضايا فساد و إستغلال النفوذ، لا العائلة بريئة، ولا أعضاء الحزب الإشتراكي هم أبرياء ولا حتى الفريق الحكومي المحاط بالرجل، ما يعني أنه إذا خرج سالماً من إحدى معارك التقاضي، فحتماً سيسقط ضحية في أخرى.
أغلب أستديوهات التحليل الإسبانية، و من خلفها الإعلام المحلي و الدولي، أجمعت أن برنامج التجسس «بيغاسوس» له يد طويلة، في الواقع الذي تتخبط فيه السلطات الإسبانية حالياً، بسبب فضائح الفساد التي تلاحق رئيس الحكومة و زوجته، بل و يجزمون أن الأيام القادمة، ستكون مرهقة جداً لبيذرو سانتشيز و حزبه الحاكم، و ستنعكس سلباً على التحالفات السياسية التي دفعت به أمواجها، ليكون رئيساً للحكومة الإسبانية.
 ماي سنة 2022 (عام بعد الاختراق)، أعلنت الحكومة عبر وزير شؤون رئاسة الوزراء فيلكس بولانيوس، أن هاتف رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز و وزيرة الدفاع مارغريتا روبلس، و وزير الداخلية مارلاسكا و عدد من المسؤولين الإسبان البارزين، تم إختراقها عن طريق أطراف أجنبية بواسطة برنامج التجسس الإسرائيلي بيغاسوس.
شهران قبل الإعلان الرسمي عن إختراق بيغاسوس لهواتف المسؤولين الإسبانيين، حدثت خطوة مفاجئة و غير منتظرة: رئيس الحكومة ”ضحية بيغاسوس“، يعبر في رسالة بعث بها إلى الرباط، عن دعم بلاده للطرح المغربي في الصحراء الغربية، دون أن يرجع في القرار إلى الحكومة و البرلمان و الهيئات الاستشارية، ما أثار جملة من الاستفهامات، على المستويين الشعبي و الرسمي.
الآن وبعد سنتين تقريباً، من الكشف عن إختراق هاتف رئيس الحكومة الإسبانية بيذرو سانتشيز، تسلمت السلطات القضائية الإسبانية قبل أيام قليلة، مجموعة من الأدلة و المستندات من نظيرتها الفرنسية، تدعم ملف الإختراق، و هو ما جعل قضية برنامج التجسس بيغاسوس، تعود إلى واجهة الأحداث، بعد محاولات رسمية إسبانية قضائية و سياسية تهدف إلى أرشفت الملف.
الإبتزاز و التهديد و الإرغام، أبرز أهداف الدول المتجسسة، لأنها عن طريق المعلومات الحساسة المحصلة من الاختراق، تستطيع تغيير مواقف الضحايا و التحكم في توجهاتهم بناءاً على مصالحها، و حالة سانتشيز خير مثال؛ الرباط إنتزعت منه موقفه من الصحراء الغربية،    عن طريق الابتزاز بالملفات المحصلة من هاتفه المخترق، والتي لها ارتباط وثيق بسمعة الرجل الشخصية، و أمن بلاده و توجهاتها.
منذ بداية الحرب في غزة، أخذت الحكومة الإسبانية على عاتقها، مسؤولية الدفاع عن حق الشعب الفلسطيني، بل ذهبت إلى خطوة أبعد من ذلك، تهدف إلى إقناع عدد من الدول الأوروبية بالاعتراف بالدولة الفلسطينية، ما أغضب دولة الكيان، و سحبت سفيرها بمدريد، و تعهدت أنها لن تبقي أيديها مكتوفة، أمام التوجهات الإسبانية «المخزية» وفق تعبيرها، و أن ردها سيكون مسألة وقت.
لا أستبعد أنه بعد تحصيل المغرب ما أراد من إسبانيا بشأن الصحراء الغربية، عن طريق إبتزاز رئيس الحكومة الاسبانية بيذرو سانتشيز بالملفات الحساسة، المحصلة عبر برنامج التجسس بيغاسوس، أتى الدور الآن، على إسرائيل هي الأخرى، لتستفيد من خزان المعلومات، ذات الصلة بقضايا فساد رئيس الحكومة الإسبانية، بسبب موقفه من الحرب على غزة، ما يعني أن الرباط و تل أبيب تقاسمت أدوار الاستفادة من فضائح سانتشيز.
الإسبانيون مدينون كثيراً لبرنامج التجسس بيغاسوس، لأنه جعلهم يدركون حقيقة الرجل الذي حدثهم دائماً عن النزاهة و الشفافية و القانون و العدالة، دون أن يتصف أو يلتزم بأي منها. حتى و إن لم يستقل غداً بيذرو سانتشيز -ولن يتسقيل- إلا أن ملفات الفساد و إستغلال النفوذ و الرشوة، ستبقى ظلاً له طوال حياته السياسية.
الشيخ لكبير مصطفى.

إذا أعجبك محتوى الوكالة نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الاخبار السريع ليصلك الجديد أولاً بأول ...