انطلقت صباح اليوم الثلاثاء بولاية السمارة (مخيمات اللاجئيين الصحراويين) الاحتفالات المخلدة للذكرى 48 لإعلان الجمهورية العربية الصحراوية وسط تضامن دولي واسع بحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره.
و بدأت الاحتفالات في حدود الساعة العاشرة صباحا برفع العلم الوطني الصحراوي و بمشاركة العديد من الأحزاب السياسية الجزائرية و فعاليات المجتمع المدني و العديد من التمثيليات الدبلوماسية من القارة الإفريقية وأوروبا.
وشهد الحدث إستعراض تشكيلات من جيش التحرير الشعبي الصحراوي وكذا تشكيلات من المجتمع المدني تضم لوحات فلكلورية ممثلة لمختلف مؤسسات الدولة الصحراوية وتبرز مختلف جوانب الحياة التي عايشها الشعب الصحراوي خلال مسيرته النضالية.
كما شهد الحدث استعراضات فلكلورية، مهرجان جهوي للثقافة، محصر تقليدي، معرض ثقافي، يوم دراسي حول أهمية التدوين وحفظ الذاكرة، تقديم ثلاثة كتب جديدة لأدباء صحراويين ومسابقة وطنية للحلي والأزياء التقليدية، بحضور وفود دولية ووطنية من مختلف تواجدات الجسم الصحراوي.
ويخلد الحدث في ظل متغيرات دولية وجهوية "غير مسبوقة يشهدها العالم اقليما ودوليا منها العودة الى مربع الصفر بعد استئناف الكفاح المسلح والدخول في مواجهة مباشرة مع الاحتلال المغربي على كافة الواجهات، بالاضافة الى الوضع الدولي المتوتر منها نتيجة ما يقع في غزة في ظل صمت رهيب من المنتظم الدولي .
فالشعب الصحراوي يحتفل بمرور 48 سنة على تأسيس الدولة الصحراوية وسط "مكاسب" سياسية ودبلوماسية على الصعيد الدولي والقاري، منها تكريس عضوية الجمهورية الصحراوية في منظمة الوحدة الإفريقية "الإتحاد الإفريقي حاليا" كعضو مؤسس رغم مؤامرات المغرب وحلفائه.
وفي هذا السياق ، كان للإتحاد الإفريقي دور في تفعيل القضية الصحراوية، بعدما أجبر المغرب على الجلوس جنبا إلى جنب مع الدولة الصحراوية، ومكنها من المشاركة في جميع اللقاءات الدولية التي ينظمها الاتحاد مثل إفريقيا- اليابان و إفريقيا - الاتحاد الأوروبي، بالرغم من المحاولات المغربية اليائسة لزرع الشكوك في شرعية عضوية الدولة الصحراوية في الاتحاد، و التي هي عضو مؤسس للمنظمة القارية .
ويخلد الشعب الصحراوي ذكرى إعلان الجمهورية وهي تحظى بمكانة "متميزة" منها عدم وجود أية دولة أو منظمة تعترف للمغرب "بمزاعمه" التوسعية في الصحراء الغربية التي تظل مسألة تصفية استعمار بحسب قرارات وتوصيات الجمعية العامة ومجلس الأمن الدولي . ويتزامن الحدث مع التظاهرة الرياضية الدولية "الصحراء ماراطون" بمشاركة عدد من الرياضيين الصحراويين والأجانب يمثلون أكثر من عشرين جنسية من مختلف دول العالم.