تعريف الجندر:
الجندر: في مفاهيم الغرب شعور الإنسان بنفسه كذكر أو أنثى ولا ربط لهذا الشعور بخصائصهم العضوية
وعرفه آخرون على أنه بنية اجتماعية من الأفكار التي تعرف الأدوار وتنظم الاعتقاد والتصور
وجاء تعريفه حسب منظمة الصحة العالمية على أنه مصطلح يفيد استعماله في وصف الخصائص التي يحملها الرجل والمرأة كصفات مركبة اجتماعية لا علاقة لها بالاختلافات العضوية.
وورد في المادة الخامسة من السيداو وهي المادة التي تطالب وبشدة تغيير الأنماط الاجتماعية والثقافية لدور كل من الرجل والمرأة بهدف القضاء على التحيزات والعادات العرفية
وجاء في أحد المواقع النسوية العربية على الشبكة الالكترونية ما يلي:
“النوع الاجتماعي (الجندر) يتعلق بالأدوار المحددة اجتماعياً لكل من الذكر والأنثى وهذه الأدوار تكتسب بالتعليم وتتغير مع مرور الزمن وتختلف اختلافا واسعا داخل الثقافة الواحدة ومن ثقافة لأخرى والمسؤوليات التي يحددها المجتمع للرجل والمرأة وهو يعني الصورة التي ينظر بها المجتمع لكل من المرأة والرجل وهذا ليس له علاقة بالاختلافات الجسدية (البيولوجية والجنسية)”
في الوقت ذاته وقف دعاة المساواة المطلقة بين الرجل والمرأة عاجزين عن وصف الصفات البيولوجية والفسيولوجية لكل منهما وهي صفات واضحة وثابتة لا يمكن العبث بها رغم محاولاتهم للتغيير في الفسيولوجية بالنسبة للمرأة والرجل فكانت النتيجة مسوخ بشرية من المتحولين جنسيا والمتحولات، وأمام هذا العجز ظهر مصطلح الجندر Gender وهي كلمة لاتينية تعني في الإطار اللغوي (الجنس من حيث الذكورة والأنوثة) لأن كلمة Sex تشير إلى التقسيم البيولوجي بين الذكر والأنثى أما جندر فهي تشير إلى التقسيمات الموازية غير المتكافئة اجتماعياً في الذكورة والأنوثة
وعليه لم يستطع أحد إنكار الفروق الفسيولوجية والعبث بها وتم التركيز على الجندر من حيث الدور الاجتماعي والمنظور الثقافي والوظيفي النابع من نتاج العوامل الدينية والثقافية والسياسية والاجتماعية على أنها فروق صنعها البشر عبر تاريخهم الطويل حسب مفهوم الجندر.
ومن المفيد أن نعرّف بالسيداو الذي جاء في تعريفنا للجندر لتتوضح الصورة فما هو السيداو؟:
هو إلغاء الفروق التشريعية بين الرجل والمرأة ومحاولة إلغاء آثار الفروق البيولوجية بينهما وهو ما يعني في النهاية القضاء على الصورة الشرعية والإنسانية للأسرة التي تتكون من زوج وزوجة وأولاد بحيث لا تكون الزوجة مقصورة على زوجها وراعية لأطفالها تلفهم بحنانها ويكونون مسؤوليتها وبالتالي هي غير ملزمة في تدبير أمور بيتها ولا يلزمها طاعة زوجها بل ويأتي السيداو ليبتدع صورا متعددة للأسرة التي تتكون فيها الأسرة من زوجة وعدة أزواج (إباحية جنسية) أو من رجل ورجل (لواط) حيث يقوم أحدهما بوظيفة المرأة حسب مفهوم الجندر أو امرأة وامرأة (سحاق) حيث تقوم إحداهن بوظيفة الرجل حسب مفهوم الجندر أيضاً
والمراد من هذا كله الانحلال الخلقي والدعوة إلى الحرية الجنسية ومحاربة الزواج والترويج لممارسة الجنس بين المراهقين والمراهقات من غير زواج عن طريق توفير موانع الحمل والإجهاض والدعوة للشذوذ والأهم من ذاك استهداف التراث الإسلامي ورفض كل ما يمت إليه بصلة في محاولة للتذويب الحضاري ومسخ هوية ودين المجتمعات المسلمة
وزعمت عالمة الاجتماع “أوكلي” أن الأمومة خرافة أوجدها المجتمع ولا أصل لها في الغريزة البشرية وإنما هي أي الأمومة وظيفة اجتماعية يمكن أن يقوم بها أي بديل آخر وهنا ينشط “الجندريون” وهدفهم إزالة الاختلافات الثقافية والاجتماعية والوظيفية بين الرجل والمرأة تحت شعارات المساواة وتمكين المرأة في المجتمع وتفتيت الشباب وتشريع الشذوذ وكلها دعوات وبرامج تتنافى أهدافها وغاياتها مع الفطرة التي خلق الله عليها الإنسان وتصطدم بشكل سافر مع عقيدتنا وديننا الذي نؤمن به، تلك العقيدة التي ترتكز على أساس واضح وصريح ومتين وهو أن الله خلق الإنسان من زوجين اثنين آدم وحواء تلك الثنائية المتناغمة في هذا الكون التي تحقق التوازن والثبات والإعمار للكون كله في جو من الالفة والمحبة والتعاون والمودة والرحمة والسكن الذي هو نواة الأسرة والتي هي الأساس المتين في بناء الفرد والمجتمع والأمة
واللافت للنظر أنه في الوقت الذي تحرص فيه الكنيسة على أن تكون لها بصمتها ووجودها وتوجهها الديني في الدساتير الغربية ينادي دعاة التحرر والفساد من أبناء جلدتنا بالتخلي عن تعاليم ومبادئ شرعنا الحنيف فبالعودة للمادة التاسعة من الدستور الأوربي نراها تنص على أن الدستور يكفل الحق في الزواج والحق في تكوين أسرة وفقا للقوانين المحلية التي تحكم ممارسة هذه الحقوق وبالاطلاع على دساتير الغرب نجد أنها تعتمد مذهبا من مذاهب المسيحية ودينا رسميا لها وهذا يزيح العقبة من أمام الخلاف الإسلامي (العلماني) إذ لا يتناقض النص في الدساتير على أن الإسلام في الدول ذات الأغلبية المسلمة دين الدولة ولا يتعارض مع مدنية الدولة بيد أنّ العقدة عند الباحثين والمشرعين العرب والمسوخ منهم تحديدا تكمن في فكرهم الضال المحارب للإسلام وشرائعه.