القائمة الرئيسية

الصفحات

في اليوم العالمي لحرية التعبير الصحافة بين مد الدفاع عن القيم والمثل وجزر المصالح..؟!


الصحافة مهنة ومسؤولية لما تنطوي عليه من تحرى الدقة والصدق في التعبير عن المواقف،والحقائق من "تجريد وموضوعية وحياد" في سردها ومعالجتها، كما هي علم له قواعد وتقنيات، يصقل بالتجربة ويكتسب بالمراس.

 مهمة نبيلة في رسالتها،لكنها خطيرة  في ادائها ووقعها لما تقتضيه من عمل  "يتزاوج"  بين السرعة والمصداقية : الصحفي  مسؤول امام جمهور واسع مترامي الاطراف ..لايعذر من اخطأ او قصر .. لا يرحم الضعيف  ولا يعرف المتهاون !!..
جمهور  من حقه ان يعرف قبل غيره ..!! جمهور في كل وقت ..!! وسائط الاعلام هي نافذته ،بل رئته التي يتنفس بها ومنها ..!!

 ذلكم ان الصحافة كانت رائدة ،بل هي النقلة التي احدثت "الطفرة"  وأرخت للتحولات  العظيمة التي عرفها العالم منذ اكتشاف الورق ودوران عجلة الصناعة .. في عصر التنوير الموسوم بالنهضة الصناعية،لقبت الصحافة  في الأدبيات بوسام "صاحبة الجلالة " او السلطة الرابعة.
  
في عهد الاحترافية الذي واكب عصر الثورات السياسية والتغيرات الاجتماعية  التي انجرت وواكبت الثورة البخارية والكشوفات الجغرافية وموجة الاستعمار ،حملت "لواء" مهنة المتاعب ..ورغم المخاطر الجمة التي واجهت الصحافة والصحفيين بقيت محتفظة بقبس رسالة المثل،بل ان قادة الحركات السياسية والهبات الاجتماعية،اتخذوا منها وسيلة ورسالة للمقارعة وللتبشير بالمبادئ والمثل التي حملوها ،خاصة في مواجهة الاستعمار ورواسب التخلف ..

وفي عصر ثورة المعلومات الذي انبلج مع موجة الثورة الاليكترونية وما انجر عن ذلك من تحولات وما رافقه من تموجات،بدأت الصحافة مبشرة بالنهضة الثقافية وحاملة رسالة التمهيد لعالم القرية ثم العالم  في ثوبه الافتراضي الجديد..!!

وفي اليوم العالمي لحرية الصحافة بدأ العالم يغرق في متاهة غزو  من الاشاعات والمغالطات كانت الحقيقة ضحيتها الاولى في ظل اختلاط الحابل بالنابل .. !؟ 
لذلك فان قادرة الراي العام  بما فيهم وسائل الاعلام العمومية لهم مسؤولية جسيمة في التنوير  عبر اساليب مبدعة ومبتكرة تكيف خطابها بين "الانتقائية و المسؤولة " في صناعة المحتوى وما يقتضي ذلك من غربلة غث ما ينشر من سمينه ، وفي مد معلومات ومعطيات ذات مصداقية تمكن  الراي العام  من المساهمة بايجابية في "الشارع الجديد" عبر وسائط التواصل الاجتماعي..!! 
نحن أمام تحدي عالم تسوده المصالح بدلا من القيم والمباديء ، اختلط فيه الحابل بالنابل..!؟
 عالم تغلب فيه المصالح الشخصية والإغراءات على المثل والقيم ..!؟ 
وتلكم من ابرز التحديات التي تواجه المدافعين والمنافحين عن المشروع الوطني ..!؟ 
هذه مناسبة تستدعي منا العودة للمنهل ونحن على مشارف مرور خمسين عاما على اندلاع الثورة من اجل هدف الحرية والاستقلال الذي قدم من أجله الشعب الصحراوي قوافل من الشهداء،وأن نعض على ذلك بالنواجد مثمنين تضحيات اوليك الرجال والنساء هنا وهناك ..
نحن مناضلون ، ثوار ، أبناء وحفدة الشهداء قبل ان نكون إعلاميين او مقاتلين في جبهات القتال، او نشطاء ومعتقلين خلف القضبان او في المهجر ... 
 ذلكم أن الصحافة والاعلام مثل البندقية اداة من اجل تحقيق أهداف شعبنا السامية في الحرية وتقرير المصير وطرد الاحتلال .. !؟
فلنجعل من اقلامنا معاول للبناء وذخيرة تقتل الاعداء،  لا ان نجعلها معاول للهدم ونبش الفتنة واذكاء النعارات وخدمة هدف المتربصين بالمشروع الوطني..!؟
ذلكم أنه في ظل الوضعية الاستثنائية لايمكن الحديث عن حرية التعبير بمعزل عن حرية الشعب الصحراوي وحقه المسلوب في وطنه قبل كل شيء ..
لايمكن أن نجعل من ذلك مطية لترويج الأكاذيب وبث الشائعات والتهحم على مؤسسات الدولة، كما لايمكن أن يكون السب والشتم عبر وسائط التواصل الاجتماعي مطية أخرى لنشر الغموض واذكاء النعارات والفتنة ،او بث الأسرار تحت مسمى حرية الصحافة او غير ذلك من المسوغات البراقة التي قد يتخذها البعض ذريعة لخدمة أجندة بعينها..!؟
...
 ملخص مداخلة المدير المركزي للارشيف الأخ السالك مفتاح امس على هامش اليوم العالمي لحرية التعبير

إذا أعجبك محتوى الوكالة نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الاخبار السريع ليصلك الجديد أولاً بأول ...