ألقى رئيس الجمهورية الأمين العام للجبهة السيد إبراهيم غالي كلمة خلال ترأسه لأشغال الدورة العادية الأولى للأمانة الوطنية، تطرق فيها إلى مختلف أوجه الكفاح الوطني.
وفيما يلي النص الكامل للكلمة :
كلمة الأخ إبراهيم غالي، رئيس الجمهورية، الأمين العام للجبهة، في افتتاح الدورة العادية الأولى للأمانة الوطنية، 05 فبراير 2023
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخوات والإخوة،
نفتتح اليوم الدورة العادية الأولى للأمانة الوطنية للجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهبة في هذه العهدة المنبثقة عن المؤتمر السادس عشر للجبهة.
وتطبيقاً لمقتضيات القانون الأساسي للجبهة، ستعكف الدورة على إعداد النظام الداخلي للأمانة الوطنية والمصادقة عليه، إضافة إلى توزيع المهام على أعضائها، مع إصدار وثيقة تتطرق إلى جوانب العمل في الأشهر المقبلة، انطلاقاً من المحاور والأولويات التي أقرها المؤتمر السادس عشر للجبهة.
ومرة أخرى، نتوجه إلى جماهير شعبنا في كل مواقع تواجدها بالتهنئة والتقدير على دورها المحوري في إنجاح استحقاق المؤتمر، وما تمخض عنه من قرارات تاريخية، تجسد إرادة شعبنا في تصعيد الكفاح، بكل السبل المشروعة، من أجل انتزاع حقوقه غير القابلة للتصرف في استكمال سيادته على كامل ترابه الوطني.
ولا شك أن هذه الدورة تشكل محطة أساسية، كونها اللبنة الأولى في مسار الفعل الوطني خلال الفترة ما بين مؤتمرين، ونقطة الانطلاقة الفعلية لمسار تطبيق مقررات المؤتمر السادس عشر للجبهة.
وجميعنا يدرك حساسية وخطورة المرحلة، وما تتطلبه من تجنيد وأهبة واستعداد، وخاصة فيما يتعلق بتجسيد شعار المؤتمر، تصعيد القتال لطرد الاحتلال واستكمال السيادة، عبر توفير كل الظروف المادية والبشرية اللازمة لدعم جيش التحرير الشعبي الصحراوي، وجعله في أعلى درجات الجاهزية، ووضع الآليات الكفيلة بجعل بقية ميادين الفعل الوطني، على غرار السياسي التنظيمي وانتفاضة الاستقلال والجبهة الداخلية والدبلوماسية والقانونية والإعلامية والثقافية، مكملة ومحفزة وداعمة مباشرة لميدان الدفاع الوطني.
كما أننا ندرك اليوم حجم التآمر والتكالب الذي تتعرض له القضية الوطنية، من خلال تعنت وتصعيد العدو وتحالفاته المشبوهة مع قوى الظلم والعدوان، وفتحه للأبواب أمام أجندات أجنبية خبيثة، تهدد السلم والاستقرار في كامل المنطقة.
ولكننا نثق مطلق الثقة في إرادة شعبنا وفي قدرته على رفع التحدي، انطلاقاً من إيمانه العميق بعدالة قضيته وإصراره وتشبثه بحقوقه الوطنية، واستعداده لكل ما يقتضيه الأمر من تضحيات. فلا شيء سيقف في طريقه نحو بلوغ النصر الحتمي المؤزر، مهما تعددت وتنوعت مؤامرات العدو.
فنحن نقف اليوم على قاعدة صلبة وراسخة، بتنظيم وطني ناظم وقائد، وجيش مغوار ومصمم على استكمال مهمة التحرير، ودولة قائمة، تحظى بمكانتها المستحقة قارياً ودولياً، وشعب صامد ومتشبث بأهدافه، في كنف الوحدة الوطنية، بقيادة ممثله الشرعي والوحيد، الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء وودي الذهب. فتحية إلى مقاتلي جيش التحرير الشعبي الصحراوي، إلى جماهير شعبنا في كل مكان، وإلى بطلات وأبطال انتفاضة الاستقلال.
كما نتوجه بالتحية والشكر إلى كل أشقاء وأصدقاء وحلفاء الشعب الصحراوي في العالم، وفي مقدمتهم الجزائر الشقيقة، بقيادة السيد الرئيس عبد المجيد تبون، والشقيقة موريتانيا وجنوب إفريقيا والحركة التضامنية في أوروبا وفي إسبانيا، بشكل خاص. ونجدد بالمناسبة شديد الإدانة للموقف الخياني المخجل لرئيس الحكومة بيدرو سانشث، مشددين على المسؤولية التاريخية، السياسية والقانونية والأخلاقية للدولة الإسبانية تجاه تصفية الاستعمار وتقرير المصير في الصحراء الغربية.
إن كل صحراوية وكل صحراوي، أينما تواجد، مسؤول عن تنفيذ قرارات المؤتمر السادس عشر للجبهة، ومطالب بالمساهمة المسؤولة، الفعالة والدائمة في تجسيد البرامج وتحقيق الأهداف المسطرة. ولكن تبقى الهيئات القيادية، على جميع المستويات، وبشكل خاص هيئة الأمانة الوطنية، مطالبة أكثر من غيرها بالتحلي بروح المسؤولية والانضباط والجدية والمثالية والميدانية.
علينا أن نعمل جميعاً بعزم وإصرار على تنفيذ كل القرارات وإنجاح كل الاستحقاقات، خاصة ونحن نلج السنة الخمسين لتأسيس الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهبث واندلاع الكفاح المسلح. خمسون عاماً من الكفاح والصمود دليل قاطع وحاسم على أن مسيرة الشعب الصحراوي ماضية بثبات إلى هدفها المنشود.
وفقنا الله جميعاً إلى ما يحبه ويرضاه، ودمنا أوفياء لعهد الشهداء،
تصعيد القتال، لطرد الاحتلال واستكمال السيادة