الرباط- أكد رئيس الجمعية المغربية لحقوق الانسان, عزيز غالي, ان الفقر استوطن في المغرب في ظل تماطل الحكومة في حماية القدرة الشرائية للشعب المغربي و تفضيل التصدير على توفير الحاجيات الاساسية, و المتطلبات الضرورية, متوقعا المزيد من ارتفاع الأسعار, خاصة في شهر رمضان الكريم.
و أكد عزيز غالي في تصريحات صحفية, ان الازمة الاجتماعية التي يعيشها الشعب المغربي "ستستمر على الاقل ل5 سنوات اخرى, و أن سنوات سوداء جدا تنتظر الشعب المغربي الذي يكتوى بنار الغلاء الفاحش, خاصة في غياب استراتيجية تواجه بها الحكومة هذه الأوضاع التي تتأزم يوما بعد يوم".
و كذب الحقوقي المغربي تبريرات حكومة أخنوش بخصوص ربط غلاء اسعار الطماطم بموجة البرد, لأن المملكة تنتج سنويا 1.5 مليون طن من الطماطم, و ان الانتاج لم يقل هذه السنة, و انما السبب التصدير, خاصة نحو الدول الافريقية.
و لفت, في السياق, ان المغرب "توجه اكثر الى التصدير نحو الدول الافريقية بعد رفض الكثير من الدول الاوروبية لمنتجات المغرب من الطماطم و التي لا تحترم المعايير المعمول بها في هذه الدول" .
و في رده على سؤال حول لجان المراقبة, التي استحدثتها الحكومة المغربية لمراقبة الاسعار, قال عزيز غالي "إن الاولى بهذه اللجان محاسبة اخنوش على الارباح غير المشروعة من المحروقات التي تعرف هي الاخرى غلاء فاحشا, رغم انخفاض اسعارها في الاسواق الدولية".
و يتوقع المتحدث ذاته المزيد من الزيادة في الاسعار, الايام القادمة, خاصة في شهر رمضان.
و في السياق, سجلت جماعة العدل والإحسان في احدث بيان لها, أن المغاربة يعيشون ظروفا "بالغة السوء" على مستوى حقوقهم وحرياتهم ومعيشتهم, وهي الظروف التي "تزداد تدهورا في كل وقت وحين".
وأشارت الجماعة, في بيان لمجلس الشورى, إلى "التمادي في استهداف الحقوق العامة للمغاربة من خلال التعرض لكل صوت حر معارض بالاعتقال والتشويه, والتضييق على الأرزاق, وغيرها من الانتهاكات التي طالت العديد من المغاربة".
واعتبرت أن الحاكمين "فقدوا البوصلة السياسية و اعتراهم العجز عن تدبير مناسب لشؤون البلد إلى درجة العجز عن إيجاد حلول جذرية للمشاكل المتعاظمة, و اجترار نفس السياسات المهترئة".
وانتقد البيان سياسة "التفقير المنهجي وتعميم ثقافة التسول والعيش على الفتات, و إشاعة أجواء عدم الطمأنينة وتأزيم الأوضاع, من خلال غض الطرف عن الغلاء الفاحش الذي لم يترك بيتا إلا و أصابه في استقراره المعاشي وراحة أهله اليومية".
و شهدت عدة مدن مغربية, أمس الاحد, مسيرات و مظاهرات, احتجاجا على تدهور الوضع الاجتماعي و الاقتصادي, و موجة الغلاء, و للمطالبة بتحسين القدرة الشرائية المتدنية.
و نظمت هذه المسيرات تلبية لدعوة " الجبهة الاجتماعية المغربية" التي تضم تحالفا من قوى يسارية مغربية معارضة, حيث ردد عشرات المتظاهرين خلال وقفة احتجاجية شهدتها الرباط , شعارات منددة بغلاء المعيشة , وسياسة التهميش المنتهجة.
و تصدر هاشتاغ "أخنوش ارحل" , و"لا لغلاء الأسعار" موقع "تويتر" خلال الأيام الأخيرة في المملكة, وسط دعوات برلمانية وجمعيات حماية المستهلك لاتخاذ إجراءات لحماية القدرة الشرائية للمواطنين المغاربة المنهارة.
و تواجه حكومة عزيز أخنوش "أسوأ كارثة اجتماعية منذ تشكيلها, حيث وصلت الأسعار إلى مستويات قياسية, وهو ما فجر موجة عارمة من الاستياء و السخط الاجتماعي, ازاء التدبير الحكومي وسياسة التفقير المنتهجة ".
و احتلت سلوى أخنوش, زوجة رئيس الحكومة المغربية, عزيز أخنوش, المرتبة الأولى وطنيا وال17 عربيا, في قائمة أثرى النساء, حسب تصنيف مجلة "فوربس" العالمية للمنطقة العربية لسنة 2023, في وقت تتنامى فيه الاحتجاجات الشعبية الساخطة على الارتفاع المهول وغير المسبوق للأسعار و زيادة الفقر في البلاد.
و تناولت عدة مواقع محلية مغربية خبر تصدر زوجة رئيس الحكومة, الترتيب الوطني, كرئيسة تنفيذية لمجموعة "أكسال", لقائمة اثرى النساء المغربيات, بالكثير من السخط.
و كانت ذات المجلة, قد اكدت في وقت سابق, أن صافي ارباح ثروة زوجها رئيس الحكومة عزيز اخنوش, ارتفعت خلال سنة 2022 إلى 2 مليار دولار, لتغرق عائلة اخنوش, تضيف ذات المصادر, " في جمع الثروات على حساب الشعب المغربي الذي يعيش ازمة اجتماعية غير مسبوقة".
