يظهر أن الفضيحة التي أصبحت تعرف ب«ماروك غيت»; بدأت تأخذ منحاً تصاعديا خطيرا تُسرع بكشف حقائق مثيرة عن تورط المخابرات المغربية في شؤون البلدان الأوروبية مما يهدد بنسف مايسمى بالشراكة التفضيلية التي تربط الإتحاد الأوروبي بالمغرب و مراجعة كل الإتفاقيات التي تمت معه تحت تأثير المال الفاسد و الإبتزاز الوسخ. لهذا الغرض ينزل السيد جوزيف بوريل ممثل الإتحاد الأوروبي السامي للشؤون الخارجية ضيفا على بوريطة بعدما كان مرفوضا إستقباله في المغرب. إنها زيارة غير عادية في ظرف غير عادي و أمام تحقيقات قضائية حُبلى بالمفاجآت، فالشرطة القضائية البلجيكية لازالت تجري تحرياتها حول إحدى عشر نائبا برلمانيا أوروبيا آخر، بعد ما رمت بأربعة نواب في السجن و تضع تحت أعين الرقابة مكاتب البرلمان الأوروبي الذي قد شمعت بالأحمر إحداها على غرار مكتب نائب الرئيس التي تقبع حاليا في السجن: اليونانية كايلي.
إن زيارة ممثل الإتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية السيد جوزيف بوريل الغير مبرمجة والمفاجئة الى المغرب لاتخلو من أمرين: أولهما التخطيط مع المخزن لكيفية التحايل على التحقيقات الجارية التي تمس من سمعة ومصداقية الهيئة التشريعية الأوروبية، ووضع استراتجية مشتركة لمواجهة القضاء البلجيكي بحكم أن المغرب والبرلمان الأوروبي المتهمان الرئيسيان الى حد الساعة أمام العدالة البلجيكية.
ثانيهما وهو الأمر الأكثر إحتمالا إذا ما تتبعنا بعين فاحصة الندوة الصحفية المشتركة عقب المحادثات التي أجريت بين بوريل وبوريطة، والتي مُنع فيها على الصحافة طرح الأسئلة،شيء غير معتاد في هذه الحالة خاصة وأن«السي بوريطة» لا يفوّت أي فرصة الا ويحاول إبراز “عبقريته” في التمكن من خيوط اللعبة السياسية و ذكائه الدبلوماسي الخارق الذي لاتخفى عليه خافية. لقد بدء الوزير المغربي للخارجية مرتبكا شاردا ومتحديا للأعراف الدبلوماسية حيث أدار بوجهه عن الممثل الأوروبي عندما كان هذا الأخير يوجه له الكلام مشددا على أنه :” لايمكن الإفلات من العقاب أو التسامح مع الفساد; ونحن ننتظر نتائج التحقيقات الجارية” يقصد بذلك تحقيقات القضاء البلجيكي حول «ماروك غيت». إن حال لسان ممثل الإتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية السيد جوزيف بوريل يقول ل «السي بوريطة »; “إنكم تجاوزتم الحدود ولا يمكن أن نفعل شيئا لكم”.
إن المخزن تلقى بالفعل رسالة تهديد قوية من الإتحاد الأوروبي على لسان ممثله للشؤون الخارجية بعدما وصلت به الخسة والدنائة الى محاولة هدم و تدمير مابناه الأوروبيون عبر السنين بعرق و دم من ديقراطية وشفافية وعدالة وسعيه الى نسف مصداقية أعلى هيئة تشريعية ممثلة للشعوب الأوروبية و التي تتلقى ميزانيتها من دافعي الضرائب الأوروبين، رسالة مفادها أن مملكة “المروك” تجاوزت الخط الأحمر المرسوم في العلاقات الدولية بل إنتهكت حرمة المؤسسات الأوروبية بالتدخل في شؤونها الخاصة و التأثير بالرشوة و التخابر على قراراتها السيادية و أن عليها أن تؤدي الثمن بالتعاون الواضع و الشفاف مع العدالة البلجيكية وتفصح عن كل الخبث الذي مارسته و تمارسه أجهزتها المخابراتية فوق الأرض الأوروبية. لقد ضاقت أوروبا ذرعا من الصبر و التحمل لخروقات دولة مارقة مثل “المروك” لسيادتها وحرمة مؤسساتها. مالم تنتهي التحقيقات في فضيحة التجسس على القادة وكبار السياسيين الأوربيين من خلال تطبيق بيغاسوس حتى تفجرت فضيحة «ماروك غيت»; وهذا ما جعل الممثل الأوروبي السيد بوريل يقول في وجه السي بوريطة; “لا إفلات من العقاب”; إنه تهديد مباشر و إتهام خطير لمملكة الفساد مما جعل وزير الخارجية المغربي الذي ظهر عليه الإرتباك التام يتلكء في كلامه و لم يعرف بما يرد به على ضيفه سوى إدعائه بأن”;الشراكة المغربية الأوروبية تواجه مضايقات قضائية و هجومات إعلامية متواصلة”.
إن الإتحاد الأوروبي لا يريد أن يُمسح فيه وسخ مملكة المروك و ترتبط به إتهامات الفساد و الرشوة من أجل عيون المغرب أو شراكة مشكوك فيها مع هذا البلد، إنه لا يرغب في الوقوف في قفص الإتهام أمام العدالة، اليوم يفر المرء من أخيه …و صاحبه و….
بقلم: محمد فاضل محدسالم الهيط
